“ظروف الحياة تدفعنا أحياناً للمخاطرة بكل ما نملك في سبيل تحسين وضعنا المعيشي وهذا ما فعلته عندما قررت البدء بمشروعي التجاري الصغير، بالرغم من أنني لم أستعمل سوى بعض الأدوات البسيطة التي أملكها في منزلي”.
بهذه الكلمات وصفت السيدة “أم أحمد” كيف تمكنت من إطلاق مشروعها التجاري من منزلها في ريف ديرالزور الشرقي، بالرغم من الصعوبات العديدة التي واجهتها سابقاً والخسائر التي تعرضت لها قبل بدء العمل إلى حين تمكنها من صنع اسم في السوق المحلي للمنطقة والحصول على عشرات الزبائن.
وفي حديثها مع منصة SY24 قالت: “قبل الثورة وقبل النزوح كنت ماهرة جداً في صنع الحلويات الشرقية والغربية كون زوجي كان يعمل في هذا المجال، ومع الوقت تطورت موهبتي حتى أصبحت قادرة على صنع العديد من الأصناف الصعبة، والآن حولت هذه الموهبة إلى مشروع تجاري بسيط استطعت من خلاله تحسين وضعي المعيشي وتوفير المزيد من الأموال لي ولعائلتي وخاصةً بعد وفاة زوجي قبل عدة سنوات”.
وأضافت أن “هذا المشروع بدأته عبر تقديم بعض أصناف الحلويات لجيراني وأصدقائي بالمجان ومن ثم أعلنت استعدادي لتلبية الحاجة لأي مناسبة تحصل في البلدة التي نزحت لها بريف ديرالزور الشرقي، لأتمكن بعدها من النجاح في أول اختبار لي بأحد الأعراس في المنطقة لتنطلق بعدها مسيرتي في العمل من المنزل عبر استعمال أدوات المطبخ التي أملكها لتوفير أكبر قدر ممكن من المصروف لحين تمكني من افتتاح متجر خاص بي”.
حيث استطاعت عدة نساء في ريف ديرالزور، خلال السنوات الماضية، افتتاح عدة مشاريع تجارية والدخول في سوق العمل ومنافسة الرجال في عدة مجالات، في محاولة منهم تحسين وضعهم المعيشي وإعالة عائلاتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة، وبالذات مع ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض قيمة الدخل اليومي للفرد والغلاء الكبير في أسعار جميع السلع التجارية والغذائية.
تقول السيدة “أم أحمد”: “واجهت العديد من المشاكل والصعوبات أثناء العمل أهمها عدم توفر المواد الخام لصناعة الحلويات بشكل دائم وغلاء ثمنها، بالإضافة إلى صعوبة بالغة في توفير المحروقات وغاز الطبخ والزيادة الكبيرة في أسعارها وبالذات مع دخول فصل الشتاء، ناهيك عن صعوبة التنقل كوني لا أملك وسيلة نقل واضطراري للتعامل مع بعض السائقين الذين يستغلون حاجتي و يرفعون الأجرة في الكثير من الأوقات”.
والجدير بالذكر أن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرق سوريا قد شهدت خلال السنوات الماضية زيادةً واضحة في عدد المشاريع التجارية الصغيرة التي تم افتتاحها مؤخراً وبالذات تلك التي يتم إدارتها من قبل سيدات المنطقة، في محاولة منهن تحسين وضع عائلاتهم المعيشي وإطلاق علامات تجارية محلية خاصة بهم ومنافسة الرجال في العديد من المهن والصناعات المحلية والتفوق عليهم في بعض الأحيان.