أمام حديقة المشتل في مدينة إدلب، تأخذك رائحة الكستناء المشوية والبطاطا الحلوة إلى سيارة الشاب “يزن اسطنبولي” الذي اتخذ من سيارته محلاً لبيع تلك الأصناف الموسمية الشعبية، والمفضلة لدى كثير من الأهالي، ولاسيما في الأيام الباردة.
قلة فرص العمل وانتشار البطالة في محافظة إدلب والافتقار إلى المعامل الصناعية الإنتاجية، دفع كثيراً من الشباب إلى التفكير بمشاريع فردية بسيطة، تأمن دخلاً يومياً لأصحابها بتكاليف متواضعة، ساهمت في إغناء السوق بأصناف ومنتجات مميزة.
وفي ظل زحمة البحث عن عمل، وجد الشاب العشريني “يزن”، مشروعاً مميزاً بتكاليف متواضعة، وهو بيع أصناف من الأكلات الشعبية الشتوية نوعاً ما، على سيارة إسعاف قديمة، حولها إلى مطبخ صغير لورشته، ولاقت تلك الأصناف إقبالًا من قبل الأهالي خلال فترة قصيرة نسبياً، حسب ما أخبرنا.
يقول الشاب: إنه “بعد بحث طويل عن فكرة عمل مميزة وناجحة في المنطقة، وغير مكلفة، قرر تجربة بيع حبات الكستناء المشوية، والبطاطا الحلوة، والكنافة عالفحم أيضاً، على عربة بسيطة أمام إحدى الحدائق في إدلب، ولاقت الأصناف إقبالًا وإعجاباً من قبل الزبائن كونه مشروع جديد ومميز في المنطقة ثم طورها إلى البيع داخل السيارة كونها أوسع وأفضل خاصة في الشتاء.
يفتح يزن سيارته أمام الزبائن يومياً من الساعة 12 ظهراً، ويستمر إلى ساعات متأخرة من الليل، يخبرنا أن الزبائن اعتادوا على الشراء في فترة المساء خاصة أن تفضل الأصناف تكون ساخنة دافئة ومناسبة للطقس البارد.
يضيف أن الكستناء البطاطا لها زبائنها ممن يفضلون هذه الأكلات اللذيذة المشوية على الفحم، وترغب في تذوقها، كما أن الأصناف الغريبة الجديدة تحظى إقبال كبير، عليه فقد تمكن من تحضير (الكومبير) وهي بطاطا حلوة مشوية مضافاً إليها الجبن والذرة أصناف أخرى وبسعر مناسب حسب قوله، إضافة إلى تحضير الكنافة المشوية ذات الطعم المميز.
انتشرت في الفترة الأخيرة مشاريع مشابهة، تساهم في تحسين مستوى الدخل لدى كثير من العائلات وسط الغلاء المعيشي وارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل الموجودة في المنطقة.
تبدو سيارة “يزن” أنها الوحيدة في المنطقة المخصصة للبيع تلك الأصناف، إلا أن ظاهرة البيع بواسطة السيارة سوءاً المتنقلة أو الثابتة قد انتشرت بشكل ملفت في المنطقة خلال الفترة الأخيرة، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف أجرة المحلات في الأسواق حسب قول عدد من الشبان تحدثنا إليهم ولاسيما بعد قرار إزالة البراكيات من الشوارع والأرصفة في المدينة.