رفضت عدة عائلات في ريف ديرالزور الغربي إرسال أطفالها إلى المدارس وذلك بسبب انتشار عدة أمراض معدية بين الطلاب وعدم توفير أي رعاية صحية لهم، وخاصة بعد تسجيل إصابات بمرض السحايا بين طلاب مدرسة الهرموشية، ما دفع إدارة المدرسة لتعليق الدوام بشكل غير رسمي إلى حين تعافي الطلاب من الأمراض.
الأهالي اتهموا لجنة التربية والتعليم في ديرالزور بالتقاعس عن أداء واجباتها نتيجة إهمالها للوضع الصحي والتعليمي في المدارس، وخاصةً مع استمرار حالة الاكتظاظ داخل الصفوف الدراسية وعدم توفر حمامات ونظام صرف صحي في معظم المدارس، ناهيك عن غياب التوعية الصحية للسكان وعدم تقديم مساعدات طبية للأهالي.
مراسل منصة SY24 في ريف ديرالزور الغربي أكد توقف العملية الدراسية بشكل غير رسمي في العديد من مدارس المنطقة وخاصةً في منطقة الكسرة و الهرموشية، في الوقت الذي نفت فيه لجنة التربية وجود أي قرار يقضي بـ”تعليق الدراسة داعيةً الطلبة إلى العودة إلى الدراسة بأسرع وقت ممكن وعدم تداول أي شائعات من شأنها تعريض العملية التعليمية لأي مشاكل”.
المراسل نقل عن مصادر طبية داخل مشفى الكسرة، قولها: إن عدد المصابين بالتهاب السحايا وبعض الأمراض المعدية ما يزال مجهولاً حتى اللحظة، بسبب غياب الإحصائيات الدقيقة بعدد المصابين وعدم توفر كادر طبي كافي وقادر على استقبال جميع الحالات وفحصها وإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من خلوهم من الأمراض السارية والمعدية.
فيما أوضحت المصادر ذاتها أن معظم عدد حالات الإصابة بالأمراض في المنطقة كانت بين الأطفال دون سن الرابعة عشرة، وذلك نتيجة اختلاطهم في المدارس وضعف المناعة الصحية لديهم وعدم اتخاذ أسرهم أي إجراءات للسلامة تقيهم خطر الإصابة بهذه الأمراض، ناهيك عن الاكتظاظ الكبير داخل الفصول الدراسية وغياب الرعاية الصحية في المدارس.
“معن العبدالله”، نازح من ديرالزور ومقيم في قرية الهرموشية، أكد رفضه “إرسال أطفاله إلى المدرسة قبل التأكد من عدم وجود أي أمراض سارية ومعدية بين الطلاب”، مبيناً أن “حالة القطاع التعليمي وانهيار القطاع الصحي في البلدة هي السبب في ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض بين الأطفال وانتقالها بشكل أسرع فيما بينهم داخل المدارس”، على حد قوله.
وفي حديثه مع منصة SY24 قال: “فوجئنا بارتفاع نسبة الإصابة بالعديد من الأمراض في مدارس البلدة وعدم اتخاذ لجنة التربية والتعليم ولجنة الصحة أي إجراءات وقائية أو طارئة للحد من انتقال تلك الأمراض بين الطلاب، لذلك يجب عليهم إجراء فحص طبي شامل للجميع بهدف التأكد من عدم انتقال العدوى فيما بينهم”.
وأضاف أن “هناك مسؤولية مشتركة بين الأهالي والمؤسسات التعليمية في ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض، وذلك بسبب غياب التوعية الصحية وعدم اتخاذ إجراءات السلامة بشكل كافي وعدم تعقيم الحاجيات الشخصية للأطفال بشكل دوري وغيرها من الأسباب التي زادت من نسبة العدوى بين الطلاب في المدرسة الواحدة”.
وتعاني معظم القطاعات الخدمية في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في ريف ديرالزور الغربي من مشاكل عديدة أثرت بشكل مباشر على حياة الأهالي وزادت من الأعباء المترتبة عليهم، وسط دعوات محلية بضرورة تحسين الوضع الخدمي في المنطقة وتوفير المزيد من الدعم لمختلف القطاعات وخاصةً الصحة والتعليم لتجنب انتشار الأوبئة في المنطقة وضمان سلامة الطلاب داخل المدارس.