تخوف من ازدياد ارتفاع معدلات الفقر وحالات التسول في العاصمة دمشق تزامناً مع توقف المساعدات الإغاثية لبرنامج الأغذية العالمي في الداخل السوري.
وكشفت صحيفة “الشرق الأوسط” أن الوضع المعيشي والاقتصادي المتردي في سوريا، زاد من حالات التسول بشكل غير مسبوق، وأصبحت الأرصفة والشوارع والأسواق في العاصمة تغص بالمتسولين الذين يفترشون الحدائق والشوارع ويسألون المارة، فضلاً عن وجود عشرات الأشخاص الذين ينبشون القمامة.
وفي الأشهر الماضية، انتشرت حالات التسول سواء بين الأطفال أو الكبار في السن وحتى الشباب والنساء، منهم من يعمل بشكل فردي، ومنهم من يعمل ضمن مجموعات “مافيات” متخصصة بالمتسولين منتشرة في جميع المناطق.
كذلك تزامنت ظاهرة التسول مع ظاهرة النبش بين الحاويات وأكياس القمامة، إما للبحث عن بقايا الطعام بسبب الجوع، وإما لجميع المواد البلاستيكية وعلب الكولا بغية بيعها خردة والاستفادة من ثمنها، وسط ظروف معيشية واقتصادية متردية، وارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل.
وذكر برنامج الغذاء العالمي، الشهر الماضي، أن 12.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في سوريا، مشيراً إلى أنها تعاني من مستويات قياسية في الجوع.
وأرجع خبير في الشؤون الاجتماعية بدمشق لذات الصحيفة، إن أسباب تضخم ظاهرة التسول هو تردي الوضع المعيشي للسكان في الداخل السوري، والتي تزداد بشكل يومي، إذ يعيش أنّ 94 بالمئة من المواطنين حالة فقر كبيرة، دفعت عدداً كبيراً من السكان يلجأ إلى التسول بسبب الجوع.
حيث زادت أعداد المتسولين عشرة أضعاف ماكانت عليه في السنوات السابقة، ولم يعد بإمكان الأشخاص الصبر على الجوع والبرد أكثر، فكان الخروج للشارع وسؤال الناس أحد النتائج تلك الظروف الصعبة، بالوقت الذي ازدادت أيضاً أعداد النشالين و المحتالين واللصوص، وانعدمت الطبقة المتوسطة بين الأهالي، على حساب طبقتين فقط، إحداها شديدة الفقر والحاجة، والأخرى فاحشة الثراء، كعائلات المسؤولين والتجار.
وفي ذات السياق قدرت صحيفة “تشرين” قبل عامين عدد المتسولين في سوريا قرابة 250 ألف متسول، إلا أن الواقع يظهر وجود أضعاف هذه الأرقام، إذ ظاهرة التسول قديمة زادت سنوات الحرب الماضية من تضخمها، فضلاً عن تدهور قيمة الليرة السورية مقابل سعر صرف الدولار، والتي وصلت لـ 14 ألف ليرة مؤخراً بالوقت الذي لا يتعدى راتب الموظف 200 ألف ليرة أي قرابة 13 دولار تقريباً، وتحتاج عائلة من خمسة أفراد إلى 300 دولار للعيش شهرياً.