أغلقت قوات سوريا الديمقراطية جميع المعابر النهرية غير الشرعية مع مناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية في ريف ديرالزور بشكل كامل، الأمر الذي تسبب بارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والمحروقات والأدوية المهربة، ما أثر بشكل واضح على حركة السوق التجارية في المدينة وزاد من معاناة الأهالي.
إغلاق المعابر النهرية غير الشرعية جاء بعد أيام من اشتباكات اندلعت بين دورية تابعة لـ”قسد” ومجموعة مسلحة تعمل في تهريب المواد الغذائية والمحروقات بالقرب من بلدة ذيبان بريف ديرالزور الشرقي، والتي أسفرت عن عدة إصابات بين الطرفين واحتراق بعض الأراضي الزراعية عند السرير النهري، ما دفع “قسد” لإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة.
مراسل منصة SY24 في ديرالزور أكد ارتفاع أسعار معظم المواد الغذائية والطبية والأدوية بنسبة تجاوزت الـ 5% خلال عدة أيام، ناهيك عن فقدان مادتي المازوت والغاز بشكل شبه كامل من السوق المحلية مع ارتفاع ثمنها، وذلك عقب قيام التجار المستوردين لهذه المواد بتخزينها في مستودعاتهم خشية استمرار “قسد” بإغلاق المعابر النهرية فترة طويلة وعدم سماحها بدخول أي مواد عبرها.
المراسل أشار إلى محاولات عديدة قام بها بعض المهربين لإدخال كميات من المازوت والغاز من معبر الجنينة البغيلية النهري والذي تتقاسم ميليشيا الفرقة الرابعة وميليشيا الدفاع الوطني السيطرة عليه، غير أن المحاولات باءت بالفشل عقب قيام دورية من “قسد” بمحاصرة المعبر ومنع وصول أي مواد اليه وتوقيف ثلاثة من المهربين لعدة ساعات قبل إطلاق سراحهم.
استمرار إغلاق المعابر النهرية غير الشرعية ومعبر الصالحية البري الوحيد مع النظام أثر بشكل كبير على الأهالي في المدينة التي تعتمد على هذه المعابر في إدخال معظم السلع الغذائية والتجارية غير الموجودة لدى مناطق النظام كونها قادمة إما من تركيا أو من إقليم كردستان العراق، ما دفع بعض الأهالي إلى استبدال تلك السلع بأخرى محلية أو إيرانية منخفضة الجودة وبنفس التكلفة.
” أم سندس”، سيدة من سكان حي القصور بدير الزور، ذكرت أن “السلع التجارية والغذائية القادمة من مناطق قسد قد فقدت بشكل شبه كامل ما اضطرها وغيرها لشراء السلع المحلية أو الإيرانية المتواجدة في السوق، بالرغم من المخاطر المترتبة على ذلك كون معظم هذه السلع غير صالح للاستهلاك البشري ولا يتم كتابة أي مواصفات عليه ما يعرضها وغيرها لخطر الإصابة بالتسمم”، على حد وصفها.
وفي حديثها مع مراسل منصة SY24 في ديرالزور قالت: إن “البضائع القادمة من مناطق قسد تحمل مواصفات جيدة مقارنةً بتلك المتواجدة في السوق، كون الأخيرة مصدرها إما إيران أو العراق والدولتين تعتبران من أكثر الدول فساداً ولا ينصح أحد باستعمال بضائعهم، إلا أن الأهالي أجبروا على ذلك مؤخراً لعدة أسباب أهمها عدم توافر أي بديل عن تلك البضائع”.
وأضافت أن “البضائع القادمة من مناطق قسد ضرورية جداً للأهالي وخاصةً المحروقات والأدوية الأجنبية بالرغم من أنها تباع بأسعار مرتفعة جداً إلا أنها باتت الملجأ الوحيد لعدد كبير من المرضى وبالذات أصحاب الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري والقلب والسرطان، لعدم توافر أدويتها بشكل دائم في المدينة وتخوف الأهالي من استعمال الأدوية الإيرانية والعراقية”.
وفي سياق متصل، أكد مراسل منصة SY24 نقلاً عن مصادر خاصة أن المعابر النهرية غير الشرعية ستعاود عملها خلال أيام قليلة، عقب انطلاق جلسات ومحادثات بين قيادات من “قسد” وعدد من المهربين بغرض الاتفاق على صيغة معينة تضمن استمرار عمليات تهريب المواد إلى مناطق النظام، مع تعهد المهربين بعدم إدخال أي مواد ممنوعة مثل المخدرات والأسلحة إلى مناطق سيطرتة “قسد” بريف ديرالزور.
وتسيطر الميليشيات الإيرانية والفرقة الرابعة على معظم المعابر النهرية غير الشرعية الواصلة بين مناطق النظام ومناطق “قوات سوريا الديمقراطية” شرقي سوريا، والتي تستخدم في تهريب المحروقات وبعض السلع التجارية والغذائية، بالإضافة إلى قيام الميليشيات التابعة للنظام باستخدام تلك المعابر لتهريب المخدرات والأسلحة والبشر مقابل مبالغ مالية كبيرة، ما اضطر قوات التحالف الدولي لاستهداف تلك المعابر في أكثر من مناسبة.