ينتظر “حسام الخلف” أحد أبناء قرية أبلين في جبل الزاوية موسم الفطر مثل هذه الأوقات من كل عام، كي يحصل على وجبة فطر “بلدي” شهي حسب وصفه، يقول إن “تربة قرى جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي خصبة ومناسبة لنمو الفطر الذي يفضله كثير من أهالي المنطقة” .
ويعد شهري تشرين الثاني كانون الأول موعداً مناسباً لنمو الفطر البري خاصة في الطقس الضبابي الشتوي، ويظهر في أغلب المناطق السورية، بنوعيه السام والمفيد ويصعب في كثير من الأحيان التمييز بينهما، لتشابههما من حيث الطعم أو الشكل أو اللون أو الحجم.
يقول” الخلف”: إن “أبناء بلدته يستطيعون تمييز الفطر السام عن غيره بخبرتهم القديمة، ووضح في حديثه إلينا عن الصفات المميزة لكل صنف حيث قال: إن” الفطر السام موجود وبكثرة في المنطقة، منه ذو لون أصفر، ومنه الأبيض الذي يسوّد عند لمسه باليد، وله رائحة تميزه عن غيره، وهناك أنواع تعرف من باطنها ويكون لونها أسود أو بني”.
تؤكد الدراسات الطبية أن الأعراض الناتجة عن التسمم به تتراوح بين أعراض خفيفة في الجهاز الهضمي، وبين فشل في وظائف بعض أعضاء الجسم قد ينتهي بالوفاة، وسجلت أماكن متفرقة في شمال غربي سوريا عدة حالات وفاة في السنوات الماضية.
ووثق الدفاع المدني السوري، مؤسسة “الخوذ البيضاء” العام الماضي وفاة طفلة وإصابة أفراد عائلتها بالتسمم بمخيم خربة الجوز في ريف إدلب الغربي بعد تناولهم لفطر بري قبل أيام وتبين أنه من النوع السام.
وعليه ينصح الأهالي بالتأكد من أن الفطر غير سام وقابل للاستهلاك وتجنب تناول الفطر البري الذي لا يمكن تمييز السام منه عن غير السام، وتنبيه الأطفال بعدم تناول الفطر البري حسب ما أوصت به المؤسسة.
لا تثنِ هذه التحذيرات محبي الفطر في بلدة “أبلين” عن البحث اليومي في الأراضي الزراعية، يقول “الخلف” إنه “يملك خبرة تمكنه التمييز بينهما هو وكثير من الأهالي الذين يخرجون يومياً مثل هذه الأوقات للبحث عنه، فهو عدل كونه من الوجبات المفضلة للأهالي أصبح مصدر رزق لعدد منهم، فضلاً عن هواية الخروج إلى الطبيعة ومتعة البحث عن الفطر”.