أعربت مصادر محلية متطابقة أن الشمال السوري مقبل على تطورات هامة ومتلاحقة، وذلك من جراء التوتر الأمني الأخير في البيت الداخلي لهيئة تحرير الشام، والذي انتقل من منطقة إدلب إلى منطقة أعزاز شمال سوريا.
ومن بين تلك المصادر، الكاتب السياسي والباحث في الجماعات الجهادية خليل المقداد، الذي عبّر عن ذلك في تغريدة نشرها على حسابه في منصة “إكس” قال فيها “ربما يكون الشمال السوري مقبلا على تطورات هامة بعد أخبار اعتقال وقتل أبو مارية القحطاني الرجل النافذ في الهيئة، واعترافات القيادي المنشق عن هيئة الجولاني جهاد عيسى الشيخ أبو أحمد زكور، ومحاولة اغتيال شقيقه قتيبة، واستنفار الهيئة والوطني، إضافة لاستنفار الجيش التركي في مدينة أعزاز ونشره للدبابات”.
وقال ناشط سياسي من محافظة حلب لمنصة SY24: “أعتقد بأن الشمال السوري مقبل على تغيير كبير، لذلك نشاهد أن هنالك حالات من الانهيارات في داخل صفوف هيئه تحرير الشام وتحديدا القيادية منها، وذلك من خلال عملية هروب زكور وأقاربه والخلافات التي جرت ما بين المدعو أبو أحمد حدود وأبو محمد الجولاني إضافة إلى المدعو أبو ماريا القحطاني”.
وتابع “أرى أن المرحلة القادمة على ما يبدو قد رُسمت وهنالك من يقوم برفض هذا المخرج، لذلك يسعى إلى محاوله التعطيل من خلال ما يمتلكه من قدرة على التأثير في الحل السياسي القادم، والذي ربما لا يتماشى رؤيته وفكره وعقيدة هؤلاء القادة، وبالتالي سنسمع عن مزيد من الانشقاقات داخل صفوف الهيئة لاسيما في الصفوف الأولى، والسبب الرئيسي يعود إلى أن هؤلاء الأشخاص لا يؤمنون بالحل السياسي وإنما هدفهم الرئيسي هو بقاء صورة الهيئة على ماهيتها من حيث الارتباط العالمي لتنظيم القاعدة، بينما أبو محمد الجولاني يحاول تسويق الهيئة على أنها براغماتية تتغير وفق الواقع الذي وصلت إليه، بعيدا عن الأهداف التي كانت ترفع، وأن الغاية الرئيسية منها هو البقاء في السلطة وليس من أجل مشروع كما يتم الترويج له من خلال قيادات الصف الأول”.
وأشار إلى أن “المشكلة الحقيقية هي أن الأهالي والنازحين والمهجرين في إدلب هم من يدفعون الثمن الأكبر للتغيرات التي تجريها الهيئة، سواء كان من خلال سلوكياتها تجاه المحرر وذلك من خلال وجود الأرتال أثناء عمليات الاشتباك، في حين أن الجبهات المشتعلة لا تشهد تواجد أي أرتال، وبالتالي ستنعكس سلبا على صورة الهيئة التي كانت تعرف بها من قبل وسيضعف تأثيرها تدريجيا مع مرور الزمن”.
وختم بالقول “أعتقد بأن هنالك الكثير سينفكون عنها إثر تلك السلوكيات العدائية تجاه من كان يعمل في صفوفها وعندما ترك العمل كيف تم التعامل معه، وبالتالي سنشهد مزيد من الانهيارات في صفوف الهيئة”.
وأعرب كثير من القاطنين في الشمال السوري عن استيائهم من التطورات الحاصلة والتي تقف وراءها الهيئة وأذرعها، مؤكدين أن المستفيد الأول والأخير هو النظام السوري وداعميه، وفق تعبيرهم.
من جهته، قال ناشط سياسي من الشمال السوري لمنصة SY24، إنه “على الرغم من إعلان زكور انشقاقه عن الهيئة وتلويحه بالانتهاكات التي أقدمت عليها، والتفاعلات التي سبقت موقف زكور التي تجري في البيت الداخلي للهيئة، يبدو حتى الآن أن الأمر مسيطر عليه من قبل الكتلة الصلبة في الهيلة الممثلة بقائد الهيئة (الجولاني)، ويدلل على ذلك أمران: الأول أن انشقاق زكور لم يتبعه انشقاق واسع لمجموعات عسكرية تمت الإشاعة أنها موالية له، وهذا الامر يجعل من زكور محط انتقاد من هؤلاء العناصر خاصة أن لدى الهيئة جهاز إعلامي وديني (توجيهي) يعمل في صفوف ألويتها العسكرية وبإمكانه نقل سردية الهيئة لهم، وتحميل المسؤولية لزكور الذي سكت حتى الآن، والأمر الثاني حالة الضعف التي تعانيها الفصائل التي لجأ زكور إليها التي من المفترض استغلال ما يجري في الهيئة لتعزيز نفوذها، وتقليص نفوذ هيئة تحرير الشام في مناطقها”.
ووسط كل ذلك، بدأ يتصاعد الخطاب المعادي من قبل سكان الشمال السوري ضد هيئة تحرير الشام التي تمر بحالة تفكك استثنائية على خلفية انشقاقات واعتقالات طاولت قادة بارزين، وسلسلة من الفضائح يتعرض لها زعيمها والمقربون منه، حسب تعبيرهم.