تستعد الصيدلانية “زينب محمد” 27 عاماً، للانطلاق صباحاً مع بزوغ الشمس من منزلها في مدينة إدلب، إلى مكان عملها في بلدة عقربات شمال إدلب، حيث تستغرق رحلة الذهاب قرابة ساعتين يومياً ذهاباً ومثلها إياباً، مع دفع 60 ليرة تركية أجرة للسرفيس الذي يقلها مع عدة موظفات وطالبات أخريات.
تقول” زينب” إن مشكلة المواصلات تعد أكثر التحديات التي تواجه عملها منذ عام تقريباً بين إدلب المدينة، والمدن والبلدات المجاورة، وكذلك كثير من الموظفات وطالبات الجامعة اللواتي يضطررن للذهاب إما بسرفيس تم الاتفاق معه مسبقاً أو الذهاب اللى الكراجات والنزول في أكثر من محطة إلى حين الوصول للمكان المطلوب، وبذلك بتكلفن جهداً ووقتا أطول، كذلك تشهد أجرة المواصلات تغيراً مستمراً حسب سعر المحروقات في المنطقة.
فيما تصحب الشابة “علا” طفلتها الرضيعة معها من منزلها في معرة مصرين إلى مركز وظيفتها في بلدة أطمة شمال إدلب ، بعد أن اتفقت مع مجموعة موظفات وطالبات مع صاحب سيارة نوع “فان” يقلّهم جميعاً إلى مكانهم المقصود، للوصول في الوقت المحدد دون تأخير أو عناء، كالنزول بأكثر من منطقة، كما كانت تفعل قبل أشهر.
تقول لمراسلتنا إنها اعتادت الذهاب بالزاجل قبل أن بتوقف خطه على منطقة ” إدلب – أطمة” منذ أشهر دون معرفة الأسباب، وكانت تدفع أجرة مناسبة، أما اليوم فهي تتكلف ضعف الأجرة في السرفيس الخاص كونه مخصص للموظفات ولكنها ترتاح من النزول في عدة محطات كما كانت تفعل.
إذ يعمل كثير من الموظفين/ات في أماكن بعيدة عن مكان سكنهم، متوزعين بين مدينة سرمدا، أو الدانا، و كفرلوسين، وعقربات وقرب طريق باب الهوى، وسلقين، وغيرها من المناطق، منهم من يعتمد على المواصلات الخاصة، ومنهم من يعتمد وسائل النقل العامة مثل الزاجل إلا أن كثير من المناطق لا تغطيها شبكة المواصلات العامة، وتعتمد على تأمين وسيلة مواصلات خاصة بعدد من الأشخاص مقابل أجرة معينة.
فيما يعتمد كثير من الأهالي على التنقل “تقطيعاً” بين وسائل المواصلات العامة والخاصة، ويعتمد على إيقاف أي وسيلة نقل كالسيارات الخاصة والركوب معها مجاناً إلى أقرب مكان، ولكن قد يمر وقت طويل إلى أن يجد الشخص السيارة التي تقله إلى نفس مكان عمله، وبالتالي هي طريقة متعبة جداً ومحرجة في بعض الأوقات ولاسيما للنساء.
إذ يذهب الشاب علاء يومياً من بلدة حزانو إلى مكان عمله في أحد المقالع الحجرية بمنطقة دير حسان شمال إدلب بهذه الطريقة، فهو غير قادر على دفع تكاليف المواصلات كونه يعمل بأجرة يومية تصل 70 ليرة فقط، وهي غير كافية لتقسيمها بين مستلزمات أسرته وبين أجرة مواصلاته إضافة إلى عدم قدرته على شراء دراجة نارية كما يفعل كثير من الشبان.
يذكر أنه يعيش في شمال غربي سوريا حوالي أربعة ملايين نسمة، موزعين في المدن الرئيسية والبلدات والأرياف، وقسم كبير منهم يسكن في المخيمات قرب الحدود السورية التركية، يتنقلون بين أماكن عملهم وسكنهم، بصعوبة بالغة في سبيل الحفاظ على فرصة العمل.