اتجهت بعض العائلات في مدينة ديرالزور مؤخراً إلى إعداد وتصنيع بعض أنواع السلع الغذائية والاستهلاكية في المنازل بدلاً عن شرائها من الأسواق المحلية بسبب ارتفاع سعرها وعدم كفاية الدخل اليومي لتغطية هذه التكاليف، الأمر الذي أعاد بعض المهن التي اندثرت في وقت سابق إلى الواجهة مجدداً وخفض من إقبال الاهالي على شراء السلع الجاهزة.
الأهالي في ديرالزور باشروا في صناعة بعض أنواع المنتجات المتواجدة في الأسواق المحلية بأيديهم وذلك عبر شراء المواد الخام المكونة لها أو إعادة تدوير بعض المواد المتواجدة في منازلهم، على أمل أن يغطي دخلهم المحدود تكاليف تصنيع هذه المواد وتوفير أكبر قدر ممكن من الأموال في ظل الضائقة المالية والاقتصادية التي يعاني منها أغلب السكان.
مراسل منصة SY24 في ديرالزور أشار إلى قيام بعض العائلات بصناعة أنواع معينة من الأطعمة في منازلهم مثل مشتقات الحليب كالجبنة واللبنة وأيضا دبس الفليفلة والبندورة والزعتر وغيرها من الأطعمة التي تباع في الأسواق المحلية بأسعار مرتفعة، ناهيك عن قيام هذه العائلات بصناعة مواد التنظيف كالصابون وسائل الجلي ونسج الألبسة الصوفية والعديد من المنتجات الغذائية والاستهلاكية.
المراسل أكد قيام عدد من العائلات بصناعة بعض المنتجات في منازلهم وبيعها في الأسواق المحلية بأسعار أقل بكثير من أسعار المنتجات الجاهزة، وسط إقبال شعبي عليها بسبب انخفاض سعرها وجودتها المرتفعة مقارنةً بتلك المتواجدة في الأسواق، ما دفع بعض الأسر إلى تحويل عملهم إلى مشروع تجاري يدر عليهم المزيد من الأموال.
“أم عبدالله”، سيدة من سكان حي الحميدية بديرالزور، ذكرت أنها “تعمل في صناعة الزعتر البلدي والطحينية وغيرها من المنتجات الغذائية في منزلها منذ أكثر من عشرين عاماً، وذلك بسبب اعتمادها على هذه المنتجات في الطبخ كونها تحمل مواصفات أفضل بكثير من تلك المتواجدة في الأسواق المحلية والتي يتم صناعتها بالاعتماد على بعض المواد الصناعية الجاهزة وبطرق غير صحية”، على حد تعبيرها.
وفي حديثها مع مراسل منصة SY24 في ديرالزور قالت: إن “العديد من المنتجات المتواجدة في الأسواق المحلية مرتفعة الثمن ومنخفضة الجودة مقارنةً بتلك التي اقوم بصناعتها في المنزل مثل دبس الرمان ودبس البندورة والتوابل وغيرها، ولهذا فأنا أفضل أن أتعب قليلاً في فترات الصيف على أن أرتاح مادياً ونفسياً عند استخدام المواد التي أقوم بصناعتها بنفسي”.
وأضافت أن “بعض العائلات حولت صناعة الأطعمة في المنزل إلى مشروع تجاري يدر عليهم الكثير من الأموال كون الأهالي في ديرالزور يفضلون المنتجات المحلية على تلك القادمة من الخارج، وبالذات مع غزو المنتجات الإيرانية والعراقية الأسواق المحلية وعدم معرفة أسماء المواد الداخلة في تصنيعها ومدى صلاحيتها للاستعمال البشري”.
وكانت الأسواق المحلية في مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له، كانت قد شهدت إقبالاً منقطع النظير على شراء الأطعمة والمواد التموينية المصنعة في المنازل وتفضيلها على تلك الجاهزة التي تكون بالغالب مرتفعة الثمن ومنخفضة الجودة مقارنةً بالمنتجات المحلية.