قتل سبعة عناصر من مرتبات الفرقة 18 التابعة لقوات النظام وأصيب أكثر من عشرة آخرين، في هجوم استهدف حافلة مبيت بالقرب من مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، وسط حالة من الاستنفار شهدتها قوات النظام التي قامت بتطويق مكان الهجوم وتمشيط المنطقة بشكل مكثف بحثاً عن المجموعات التي تقف خلف هذا الهجوم.
مصادر محلية رجحت قيام عناصر من تنظيم داعش بزرع عبوة ناسفة على الطريق الواصل بين مدينة السخنة بريف حمص الشرقي وبين المحطة الثانية الواقعة بالقرب من منطقة التنف التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية، الأمر الذي تسبب باحتراق حافلة مبيت مدنية كانت تقل عناصر من الفرقة 18 التابعة لقوات النظام.
هجوم التنظيم الأخير جاء بعد أيام من هجوم آخر تعرضت له قوات النظام بالقرب من منطقة الرصافة في ريف الرقة الغربي، وسط معلومات تتحدث عن تزايد في معدل العمليات المسلحة التي تشنها خلايا داعش مؤخراً مستغلاً الظروف المناخية الصعبة وتشكل الضباب وانعدام الرؤية في الكثير من المناطق وخاصةً في عمق البادية السورية.
مراسل SY24 أكد قيام ميليشيا الدفاع الوطني في ديرالزور برفع الجاهزية لعناصرها بشكل كامل مع إيقاف الإجازات والعطل لكافة المنتسبين وإعطاء أوامر بضرورة التحاق الجميع بالنقاط المتقدمة في البادية السورية، خوفاً من تسلل عناصر تنظيم داعش إلى داخل المدن والبلدات على غرار العمليات التي قام بها العام الماضي في محيط بلدة المسرب ومنطقة الرواد التي لا تبعد عن مركز مدينة ديرالزور سوى خمسة كيلومترات.
المراسل أكد قيام الميليشيات الإيرانية هي الأخرى باستنفار كافة عناصرها في ريف ديرالزور الشرقي وخاصةً في مدن الميادين والقورية والعشارة وفي محيط مزار عين علي وأيضا عند بوابة السكك غير الشرعية مع العراق، وذلك خوفاً من أي عمليات تسلل قد يقوم بها عناصر تنظيم داعش مستغلاً سوء الأحوال الجوية وتشكل الضباب.
عمليات تنظيم داعش الأخيرة ضد قوات النظام والميليشيات الإيرانية الموالية له تسببت بخسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوفهم، ما دفع الميليشيات الإيرانية لسحب عناصرها من نقاطها المتقدمة في بادية الرقة وبادية ديرالزور واستبدالهم بعناصر تابعين لقوات النظام، وذلك بهدف تعزيز مواقعها على الشريط النهري المقابل لمناطق “قوات سوريا الديمقراطية” في ريف ديرالزور خوفاً من أي عملية محتملة قد يقوم بها التحالف الدولي في المنطقة.
الصحفي السوري “محمد الجاسم”، ذكر أن “خلايا تنظيم داعش المنتشرة في البادية السورية ما تزال تملك القدرة على تكبيد قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية خسائر بشرية كبيرة، كونها تملك زمام المبادرة في الهجمات بسبب تحصنها بمواقع صعب الوصول إليها واستغلاله للظروف المحيطة به سواءً كانت أحوال الطقس السيئة أو وعورة الطرقات وكثرة الإنفاق والمغارات التي يستخدمها للاختباء”، على حد قوله.
وقال في حديثه مع منصة SY: إن “خلايا تنظيم داعش المتواجدة في البادية السورية منذ أكثر من ثماني سنوات أصبح لديها الخبرة الكافية للتنقل فيها، والتسلل إلى المواقع العسكرية لتنفيذ هجماتها والانسحاب قبل وصول التعزيزات وهذا يفسر الكمائن الأخيرة للتنظيم وعمليات تفجير حافلات المبيت التي تتم دون شن أي هجوم بعدها، وهذا يدل على قيام عنصر أو اثنين من داعش بإعداد الكمين وتفجير العبوة والانسحاب بعد تحقيق الهدف”.
وأضاف أن “قوات النظام ومن خلفها ميليشيات روسيا وإيران غير قادرة على القضاء على خلايا داعش في البادية السورية وذلك لعدم جديتهم بذلك، كونهم المستفيدين من تواجد التنظيم باعتباره شماعة يعلقون عليها جميع عملياتهم العسكرية ومخططاتها المستقبلية سواءً بتغيير ديموغرافية البلاد وتوطين عائلات مقاتلي الميليشيات الشيعية الأجانب في السخنة وتدمر، أو عبر التحكم بطرق السفر وفرض إتاوات مالية على حافلات السفر المدنية وشاحنات نقل البضائع بين المحافظات”.
والجدير بالذكر أن خلايا تنظيم داعش قد عاودت نشاطها في البادية السورية بعد توقف استمر عدة أسابيع، وذلك من خلال عدة عمليات عسكرية وكمائن مسلحة أسفرت عن مقتل العشرات من قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية لها، وسط استمرار الطيران الحربي بشن غارات جوية ضد مواقع يعتقد أن عناصر من داعش مختبئين بها في بادية الرصافة ومحيط جبل البشري وفي بادية السخنة وغيرها من المناطق.