زيادة عدد المتابعين ونشر الصفحات على أوسع نطاق والتفاعل مع المنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي، هو عمل السيدة “زينة” 23 عاماً، مقابل مبالغ مادية معنية أو هدايا رمزية من قبل أصحاب الصفحات التي تعمل على الترويج لها، بدعم ومساعدة عدد كبير من أصدقائها، وفريق خاص مخصص لهذا العمل.
العمل في مجال التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت، دفع أشخاص كثر يمضون وقتاً طويلاً على مواقع التواصل الاجتماعي يومياً بالاستفادة من هذه المواقع عبر الترويج لصفحات منوعة، منها المختصة بالمطاعم والأكلات الشعبية، ومنها تابعة لمحلات ألبسة أو مشاريع خاصة وحرف يدوية وغيرها من الأعمال التي تحظى باهتمام الأهالي وتلقى تفاعل من قبل الزبائن عبر مواقع الانترنت وصفحات الفيسبوك.
تخبرنا “زينة” وهي ربة منزل، وأم لطفلين أنها منذ نزوحها من ريف حماه إلى الشمال السوري، تبحث عن فرصة عمل تناسبها، وتؤمن لها مصدر دخل يلبي احتياجات أسرتها وسط الغلاء المعيشي وارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل الموجودة في المنطقة.
تقول: إنها “لم تكمل تعليمها بسبب التهجير، ولم تتعلم مهنة أخرى تمارسها خارج المنزل للتفرغ والعناية بأطفالها الصغار إلا أن سوء الوضع المعيشي جعلها تبحث عن أي فرصة تناسبها عبر الإنترنت للعمل ضمن منزلها” .
حيث انتشرت ظاهرة عروض البيع والتسويق الإلكتروني مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، من قبل أشخاص باتوا يمتهنون التسويق لمنتجاتهم وبضائعهم بهذه الطريقة، ومنهن من استغنى عن المحل التجاري ولجأ إلى البيع من المنزل بهذه الطريقة.
وكونت الشابة فريقاً من صديقاتها، وتفرغت لدعم ورفع صفحات الفيس بوك الخاصة بالترويج والعمل، مقابل مبلغ مادي تتفق عليه مع صاحب/ة الصفحة وأحيانا تخوض مسابقات للحصول على جائزة عينية من قبل المروج نفسه وفي الحالتين تعد نفسها رابحة كونها تعمل وتروج مع فريقها تقول إنها تحصل على 300 ليرة تركي اي ما يعادل 10 دولار مقابل زيادة عدد متابعين الصفحات الترويجية 1000 متابع، ونصف المبلغ على نصف العدد.
تدير “زينة” اليوم خمس صفحات على منصة الفيسبوك، تعمل على دعمها والترويج لها ورفع عدد المشتركين فيها، وتشارك في مسابقات تطرحها المحلات التجارية إلكترونيا، مقابل هدايا عينية بسيطة حسب قولها.
تجربة الشابة “ريم” 25 عاماً نازحة من ريف إدلب، في التسويق الالكتروني مختلفة قليلاً عن عمل “زينة”، فهي استفادت من مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية في الترويج وبيع بضائع ومنتجات تخص النساء، دون الحاجة إلى وجود محل فعلي على أرض الواقع.
تقول: إنها “تتحكم في عملها حسب وقتها الخاص، ويقتصر عملها على عرض المنتجات عن طريق (الوتس اب)، وتسجيل التواصي ثم النزول مرة واحدة بالأسبوع إلى السوق لشرائها وتأمينها لدى الزبائن دون الحاجة لوجود محل في السوق قد يكون مكلف” .
إذ ترغب النساء والفتيات عادة في التسويق ببيع منتجات التجميلية والعناية بالبشرة، إذ أنهن الأقدر على تسويق تلك المواد، والتي تبدأ بدائرة المعارف الضيقة والأقارب والأصدقاء، ثم تتطور إلى كسب مزيد من الزبائن عن طريق الترويج للمواد بين بعضهم البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يذكر أن الوضع المعيشي والاقتصادي المتردي في الداخل السوري، جعل الفضاء الإلكتروني بمختلف المنصات والمواقع الموجودة فيه، حيزاً لخلق فرص عمل جيدة نوعاً ما، بالنسبة لكثير من الأشخاص، ولا سيما السيدات اللواتي يفضلن العمل من داخل المنزل، فوجدت نساء كثر، في التسويق الإلكتروني فرصة عمل مناسبة دون الاعتماد على شهادة علمية أو سنوات من الخبرة التي تطلبها أي مهنة أخرى، إضافة إلى وجودهن طيلة الوقت جانب أطفالهن، فضلاً عن توفير مردود مادي مقبول، يساعدهن في متطلبات الحياة ولو بشكل بسيط.