طالبت مصادر محلية من منطقة إدلب الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام، برفع ما تسمى “حكومة الإنقاذ” التابعة للهيئة يدها عن أفران الخبز، معتبرة أن ذلك سيؤدي إلى انخفاض أسعار ربطة الخبز.
وجاءت تلك المطالب على خلفية الأخبار التي تفيد بتخفيض الهيئة وزن ربطة الخبز من 780 غرام إلى 750 غرام، حسب المصادر المحلية.
وأعربت المصادر المحلية عن خشيتها من هذا التخفيض، لافتة إلى أن هذا الإجراء هو خطوة باتجاه رفع أسعار ربطة الخبز في مناطق سيطرة الهيئة.
وتباع ربطة الخبز اليوم بسعر 10 ليرات تركية، وفي حال رفعت “حكومة الإنقاذ” يدها عن الأفران، فإنه من المتوقع أن يصل سعر ربطة الخبز إلى 5 ليرات تركية، بحسب المصادر ذاتها.
وعبّر كثير من أبناء المنطقة عن استيائهم من هذا التخفيض المستمر لوزن ربطة الخبز، مطالبين بوضع حد لهذا الأمر، مضيفين بالقول “6 سنوات على تأسيس حكومة الإنقاذ وحتى الآن غير قادرة على إيجاد الحلول لمشكلة الخبز، وفق كلامهم.
وقال ناشط سياسي من منطقة الشمال السوري (فضّل عدم ذكر اسمه) لمنصة SY24، إن “الخبز هو المادة الأساسية في كل منزل ولا يمكن الاستغناء عنها وهو ضرورة للجميع، حتى النظام المجرم كان يدرك ذلك في عهده الأول في السلطة، فقد سعى الى تحسين واستقرار سعر الربطة وتقديم دعم حكومي للخبز، لتصبح الربطة بمتناول كل بيت لما تحمله من أهمية، ولكن في وقتنا الحالي أصبح التلاعب بوزنها وتخفيضه ورفعه بحسب ما يناسب سلطات الأمر الواقع، وأصبح الأمر اعتيادياً بالنسبة لها، فهي سلعة تجارية وسلاح موجه ضد الفقراء، في محاولة لكسر إرادة الشعب وجعله ينشغل في لقمة عيش أطفاله، وهذا الحال ينطبق أيضا على مناطق سيطرة النظام السوري لإشغال الناس عن أزمات متعددة منها المحروقات والكهرباء والمياه وغلاء الأسعار”.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، طرأ تعديل جديد على آلية بيع الخبز في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، حسب ما صرح به مدير المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب في “حكومة الإنقاذ” أحمد عبد الملك، وذلك بدمج ربطتي الخبز المفردة بربطة واحدة من ثمانية أرغفة فقط.
وحسب ما نشرت منصة SY24، فقد جاء قرار دمج الربطتين بربطة واحدة بعد تحديد وزن ربطة الخبز بـ 780 غراماً وعدد 8 أرغفة، بسعر 10 ليرات تركية، في حين كانت الربطة المفردة 5 أرغفة بوزن 390 غرام.
ومطلع الشهر ذاته، وحسب ما تناولته منصة SY24 في تقرير مفصل، كانت المديرية العامة للحبوب والمخابز التابعة قد أصدرت قراراً ينص على خفض وزن ربطة الخبز في جميع الأفران والمخابز ضمن محافظة إدلب، مع الحفاظ على سعرها وعدد الأرغفة فيها.
ومؤخراً ذكر أحد الناشطين لمنصة SY24، أن قرارات حكومة الإنقاذ لا تصب في مصلحة الأهالي إنما تزيد الخناق عليهم ولاسيما التي تمس لقمة العيش، إذ تحتاج أسرة مكونة من خمسة أشخاص إلى من أربع إلى 6 ربطات من الخبز بوزنه الحالي، ناهيك عن باقي الاحتياجات المنزلية والمصاريف الأخرى.
وفي سياق متصل، لفتت المصادر المحلية في المنطقة الأنظار إلى ارتفاع سعر مادة السكر في مناطق سيطرة الهيئة، إذ يصل سعر الطن الواحد إلى 950 دولار في إدلب وريفها رغم انخفاض الأسعار عالميا، معتبرة أنها سياسة تخضع لمشروع تجويع وتفقير السكان بالتزامن مع الغلاء والاحتكار من قبل هيئة الجولاني، مشيرة إلى أن كل من يريد إدخال السكر إلى مناطق الهيئة فإن عليه أن يدفع ضريبة على المعبر الفاصل بين مناطق درع الفرات ومناطق سيطرة الهيئة.