أصيب ثلاثة عناصر في من فرع الأمن الجنائي بجروح بانفجار عبوة ناسفة تم زرعها قبالة مبنى الفرع بديرالزور من قبل “أشخاص مجهولين”، ما دفع عناصر الفرع وعناصر الأمن العسكري لتطويق المكان وتفتيش المارة بشكل جيد بحثاً عن المنفذين، فيما تم نقل المصابين إلى المشفى العسكري لتلقي العلاج تحت حراسة مشددة.
الهجوم الأخير جاء بعد شهر من مقتل نقيب وإصابة عدد من عناصر فرع الأمن الجنائي في انفجار عبوة ناسفة في نفس المبنى، حيث وجهت التهمة آنذاك لميليشيا الدفاع الوطني إثر الخلافات الحاصلة بين الطرفين على خلفية اعتقال أحد عناصر الميليشيا بتهم تتعلق بالقتل والسرقة وترويج المخدرات ورفض قيادة الأمن الجنائي إطلاق سراحه.
مراسل منصة SY24 في ديرالزور أشار إلى عودة حرب العبوات الناسفة وعمليات الاغتيال المتبادلة بين الأفرع الأمنية والميليشيات المسلحة التي تسيطر بشكل أو بآخر على مفاصل الحياة في ديرالزور، وذلك في محاولة كل من تلك الأطراف بسط نفوذها على المدينة والاستحواذ على مقدراتها عبر فرض الإتاوات والضرائب على المواطنين وتحصيل أكبر قدر ممكن من الأرباح منهم.
المراسل أكد، نقلاً عن مصادر خاصة رفضت الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، أكد أن ميليشيا الدفاع الوطني هي من تقف خلف الهجوم الأخير الذي استهدف مبنى فرع الأمن الجنائي، ذلك بسبب استمرار عمليات اعتقال عناصر الميليشيا بتهم جنائية ورفض قيادتها إطلاق سراحهم بالرغم من تدخل قائد الميليشيا فراس العراقية، ما دفع الأخير لإطلاق يد عناصره وأمرهم بمهاجمة دوريات ومباني وعناصر الأمن الجنائي بشكل دائم.
فيما نوه المصدر ذاته إلى أن الأوامر التي أصدرها العراقية جاءت عبر رئيس قسم الدوريات في ميليشيا الدفاع الوطني المدعو “أبو عرب”، والذي تعرض هو الآخر لمحاولة اعتقال من داخل منزله في حي الجورة بدير الزور، نجم عنها إصابة شقيقه بجروح إثر قيامه بإطلاق النار على عناصر الدورية وفرار أبو عرب وتحصنه في مبنى قيادة الميليشيا إلى حين توقف أمر إلقاء القبض عليه.
وفي سياق متصل، أغلقت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني المربع الأمني الخاص بها في حي العمال بالمدينة بشكل كامل ومنعت دخول وخروج المدنيين وعناصر الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وذلك خشية تعرض قادة الميليشيا لهجمات أو عمليات اغتيال على يد عناصر بقية الميليشيات المسلحة في ظل الخلافات الكبيرة الحاصلة بينها وبين ميليشيا الدفاع الوطني بسبب المعابر النهرية.
في الوقت الذي شددت فيه ميليشيا الفرقة الرابعة من إجراءاتها الأمنية في محيط مقارها ومواقعها العسكرية وعند الحواجز المتواجدة عند مداخل المدن والبلدات في المنطقة، عبر رفع سواتر ترابية وتشديد عمليات التفتيش على الهويات والحاجيات الشخصية للمسافرين مع استمرارها بفرض الإتاوات المالية عليهم للسماح لهم بالعبور.
والجدير بالذكر أن مدينة ديرالزور تشهد بين الحين والآخر حرباً بين مختلف القوى العسكرية والميليشيات المسلحة المتواجدة فيها في محاولة كل منها بسط نفوذها السيطرة على مقدرات المدينة، وذلك عبر فرض الأتاوات المالية على الأهالي واحتكار عدد كبير من السلع التجاري والغذائية وخاصةً المحروقات والأدوية القادمة من خارج مناطق النظام والتحكم بأسعارها، بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح على حساب المواطن البسيط الذي يعاني من هذه الخلافات بشكل دائم.b