كيف يواجه أهالي ديرالزور انقطاع التيار الكهربائي الطويل؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

يعاني أهالي مدينة ديرالزور والريف المحيط بها من الأضرار الجسيمة الناجمة عن استمرار انقطاع التيار الكهربائي عنها والتي تصل في بعض المناطق لأكثر من 22 ساعة قطع مقابل ساعتي وصل متقطعة، الأمر الذي دفع السكان المحليين للبحث عن وسائل إنارة بديلة تساعدهم على القيام بنشاطاتهم اليومية وخاصة بالنسبة لطلاب المدارس، مع تناقص عدد ساعات النهار مقابل زيادة عدد ساعات الليل.

حيث حرمت الأوضاع المعيشية الصعبة شريحة واسعة من السكان من وسائل الإنارة الحديثة المتمثلة بألواح الطاقة الشمسية والمولدات الكهربائية التي تعمل بالمازوت والبنزين، ما دفعهم للبحث عن وسائل إنارة بديلة تناسب دخلهم المنخفض وتمكنهم من إنارة منازلهم ولو لفترة وجيزة، وسط وعود تقدم بها مسؤولو النظام حول إمكانية رفع عدد ساعات وصل الكهرباء وتخفيض مدة التقنين.

مراسل SY24 في ديرالزور، ذكر أن سعر لوح الطاقة الشمسية الواحد يتراوح بين مليون ونصف وثلاثة ملايين ليرة سورية، وذلك بحسب جودته وطاقة تخزينه لأشعة الشمس، فيما بلغ سعر البطارية متوسطة الحجم أكثر من مليون ونصف ليرة سورية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار تركيبها وصيانتها وقطع الغيار الأخرى.

المراسل أكد أن معظم السكان باتوا يعتمدون على وسائل إنارة بدائية وقديمة بدل الحديثة باهظة الثمن، بالرغم من أن أسعارها هي الأخرى ليست رخيصة الثمن كثيراً لكنها أوفر من الوسائل الحديثة التي أصبحت حلماً لعدد كبير من المواطنين، وسط مناشدات مستمرة منهم لمسؤولي النظام بضرورة العمل على توفير التيار الكهربائي في أسرع وقت ممكن.

وتختلف وسائل النار البديلة التي يعتمد عليها الأهالي في مدينة ديرالزور، حيث عاد عدد كبير منهم لاستعمال جهاز إنارة قديم يسمى “اللوكس”، وهو عبارة عن كيس حراري يعمل بالغاز المنزلي ويستطيع إنارة غرفة كاملة بشكل جيد، غير أنه مكلف هو الآخر بسبب صعوبة تأمين الغاز وغلاء ثمنه، حيث يبلغ متوسط قيمة تعبئة هذا الجهاز قرابة 30 الف ليرة سورية مقابل إنارة تصل مدتها لـ 20 يوم كحد أدنى.

في الوقت الذي يعتمد فيه آخرون على القناديل القديمة التي تعمل بالغاز الطبيعي وهي أقل تكلفة من “اللوكس” كون الكاز متوفر بشكل أكثر وأرخص ثمناً من الغاز المنزلي وسهل الاستخدام لكن جودته ومدة عمله أقل بكثير منه، في الوقت الذي تعتمد فيه الشريحة الأوسع على الشموع في الإنارة حيث يتراوح سعر الشمعة الواحدة بين 1500 و 2500 ليرة سورية وهي قادرة على العمل لعدة ساعات في اليوم الواحد.

“أم علي”، سيدة من سكان حي الجورة بدير الزور، ذكرت أن “عائلتها تعيش على ضوء الشموع منذ قرابة عشر سنوات وذلك نتيجة استمرار انقطاع التيار الكهربائي وعدم قدرتهم على تحمل تكلفة شراء وسائل الإنارة الحديثة بسبب ارتفاع تكلفتها ناهيك عن ارتفاع تكلفة الوسائل الأخرى، ما أثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية وبالذات مع بداية العام الدراسي”، على حد تعبيرها.

وقالت في حديثها مع مراسل SY24: “لدي في المنزل جهاز اللوكس وثلاثة قناديل كاز استعملها عندما تتحسن أحوالنا المالية، ولكن في أغلب الأحيان تعتمد على الشموع في الإنارة كونها أرخص ثمناً وقادرة على إنارة غرفة كاملة بضوء خافت ولعدة ساعات، وهذا ما نحتاجه في الوقت الراهن إلى حين تحسن وضعنا المعيشي أو تخفيض عدد ساعات تقنين التيار الكهربائي”.

وأضافت أن “العائلات التي تمتلك أجهزة إنارة حديثة هي التي لديها ارتباط وثيق بقوات النظام والميليشيات المسلحة الموالية له وقادرة على الحصول على الوقود للمولدات أو البطاريات اللازمة لتشغيل ألواح الطاقة بأسعار منخفضة، ناهيك عن وجود بعض الشوارع والأحياء التي لا تنقطع عنها الكهرباء في فترة المساء بشكل نهائي كونها قريبة من الأفرع من الامنية ومن مقرات قادة الميليشيات الإيرانية والروسية”.

يشار إلى أن مدينة ديرالزور تعاني من انقطاع مستمر في التيار الكهربائي منذ أكثر من 10 سنوات بسبب سياسة التقنين التي تفرضها حكومة النظام على المواطنين، ناهيك عن استمرار عناصر الميليشيات الإيرانية والمحلية بسرقة الكابلات الكهربائية من الشوارع والطرق الرئيسية والفرعية بغرض بيعها في السوق السوداء، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على حياة المواطنين في المدينة التي يقطنها قرابة ربع مليون نسمة.

مقالات ذات صلة