إدلب.. فرق الإنشاد النسائية حاضرة في الأعراس والمناسبات

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24 

احتفظت الشابة الثلاثينية “تغريد” بالمزهر وهو آلة إيقاعية موسيقية تستخدم في الحفلات والاعراس، جلبته معها من منزلها في الغوطة الشرقية أثناء تهجيرها إلى الشمال السوري قبل سنوات، حيث كانت بارعة في الدق عليه وإحياء الحفلات مع صديقاتها في مناسبات مختلفة، وهي اليوم تشارك في إحدى الفرق الإنشادية في مدينة إدلب التي تحيي الحفلات والمناسبات كنوع من التعبير عن الفرح.

بداية عُرفت “تغريد” بين صديقاتها بـ “سيدة الجلسة” كونها تتمتع بصوت عذب وقدرة على الغناء وصناعة الفرح والبهجة في أي مناسبة كانت، برفقة مزهرها، واليوم تشارك مع فرقتها التي أسستها، في عدة مناسبات اجتماعية وحفلات أعراس مقابل مبالغ مالية، أي أنها حولت موهبتها إلى عمل ومصدر دخل حسب قولها.

أصبحت هذه الظاهرة معروفة بين النساء في مدينة إدلب، و تفضلها كثير من الفتيات أثناء التحضير لأعراسهن كعادة جديدة باتت أشبه بـ “الموضة”، إضافة إلى وجود شابة مسؤولة عن التصوير الفوتوغرافي الخاص بالعروس.

لم تكن إحياء الأعراس أو أي مناسبات أخرى من قبل منشدة أو فرقة كاملة كما يحدث الآن منتشرة في مدينة إدلب كما اليوم، خاصة في السنوات الحرب السابقة، بل اختصرت كثيراً من طقوس الفرح، والأعراس وبعضها ألغي بشكل كامل، إلا أنه منذ العام الماضي عاد الناس للبحث عن مظاهر الفرح والسعادة ولو بحفلات بسيطة تروح عن النفس في منطقة شهدت كثيراً من الموت والدمار.

تقول السيدة الأربعينية “وفاء” من أهالي ريف إدلب الجنوبي، إنها زوّجت اثنتين من بناتها دون أعراس قبل خمس سنوات، بسبب الحرب والقهر الذي خيم على مدينتهم حينها، إثر قصف النظام المتكرر، ما أثر على عاداتهم الاجتماعية وطقوسهم في الأعراس، تماشياً مع الوضع الموجود، ومنهم من كان يختصر العرس بحفلة صغيرة للمقربين فقط من العائلتين، أما اليوم فإن الأهالي يبحثون عن سبب في أي مناسبة للخروج من جو الكآبة.

تعتزم “وفاء” اليوم في زفاف ابنها البكر الاتفاق مع فرقة إنشاد للمشاركة في تنظيم حفل عرسه، وليكون تعوضياً عن حفلات شقيقاته التي مرت كأنها مناسبة حزينة، حسب تعبيرها.

تقول في حديثها إلينا: إنها “تواصلت مع المنشدة وفرقتها، وهي سيدة معروفة في مدينة إدلب تقوم بإحياء الحفلات وتنظيم الأعراس، والتنسيق الأغاني بشكل احترافي في فقرات العرس، واختيار الأغاني المناسبة، إذ يمتد الحفل لأربع ساعات تقريباً وهذه العادة أصبحت موجوة في كثير من الأعراس والحفلات العائلية أو المناسبات مثل جمعات النساء، أو حفلات النجاح، أو التخرج، أو الفرج بمولود جديد، تسمي النسوة عادة تلك التجمعات النسائية بـ “المباركة” ولاقت إقبالا من قبل الأهالي بشكل كبير حسب قول من تحدثنا إليهم.

وتتراوح أسعار إحياء الحفلات والمناسبات بين 50 _ 100 دولار للمناسبة الواحدة، وتختلف بين فرقة وأخرى وأصبحت مصدر دخل لكثير من السيدات اللواتي احترفن هذا النوع من العمل وخاصة في الصيف إذ يعد موسماً لحفلات الأعراس أو الخطوبة، والمناسبات والتخرج وحفلات النجاح وغيرها.

تبحث النسوة في مدينة إدلب عن أي فسحة للفرح والبهجة، وتخلق المناسبات لصناعة السعادة والخروج من أجواء الحرب والموت الذي خيمت على المنطقة منذ سنوات وحرمتهم من ممارسة أبسط حقوقهم وعاداتهم الاجتماعية.

مقالات ذات صلة