عاشت مدينة إدلب خصوصاً والشمال السوري عموماً ليلة قاسية، مساء أمس السبت، من جراء القصف المدفعي من قوات النظام السوري وروسيا على المنطقة.
وفي التفاصيل، قتل 3 مدنيين بينهم أطفال وأصيب 15 آخرين بينهم 4 أطفال حالات بعضهم حرجة، جراء قصف مدفعي لقوات النظام استهدف السوق الرئيسي في مدينة إدلب، في وقت تشهد فيه الأسواق حركة بيع وشراء في معظم المحال بالمدينة.
وأشار الدفاع المدني إلى أن قصفاً مماثلاً من قوات النظام وروسيا، استهدف دوار السبع بحرات وسط مدينة إدلب، إضافة إلى قصف مماثل تعرضت له مدينة سرمين بريف إدلب.
وفي السياق، استهدف قصف صاروخي لقوات النظام أطراف قرية الجينة في ريف حلب الغربي، إضافة إلى قصف بالقذائف المدفعية طال الأحياء السكنية لمدينة دارة عزة غربي حلب وأطرافها، دون وقوع خسائر بشرية بين المدنيين.
ووصف الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) ما تعرضت له المنطقة في بيان، بأنه “يوم دامٍ جديد” يعيشه المدنيون في إدلب والشمال السوري.
وأشار إلى أن هذا التصعيد مع أواخر العام 2023، هو سياسة ممنهجة للنظام وروسيا باستهداف جميع أشكال الحياة على مدى أكثر من 12 عاماً دون أن يكون هناك أي مساءلة أو محاسبة على هذه الجرائم، حسب البيان.
وأكد الفريق أن تعمد النظام السوري استهداف مراكز المدن، هو دليل واضحٌ على خرقه المتكرر للأعراف والمواثيق الدولية التي تحيد المدن والمرافق الخدمية والحيوية، ويهدف بذلك لإيقاع أكبر عدد من الضحايا المدنيين وإطالة أمد القتل الذي يتبعه منهجاً وسياسة تقوم على التغلب على المدنيين وأرواحهم.
وحول ذلك قال قيس الحسن أحد أبناء الشمال السوري وناشط في المجال الإنساني، لمنصة SY24، إن “الشمال السوري عموما وإدلب خصوصاً يعيش حالة من التوتر خاصة منذ التصعيد الأخير من روسيا وقوات النظام على مدينة إدلب، حيث بدأت المناطق تشهد هجرة داخلية بسبب قصف النظام الذي لم يتوقف، حيث تعتبر المدارس والمستشفيات والخيام هدفاً له، في حين أن الضحايا هم أطفال ونساء وكبار سن.
وليلة أمس شهدت المنطقة تصعيداً عنيفاً على مناطق من إدلب، ما جعل الأهالي في حالة غير مستقرة بسبب القصف التواصل.
وقبل أيام، قُتِل 5 مدنيين من عائلة واحدة (رجل وزوجته و3 من أطفالهما)، وأصيب طفل آخر وكان الناجي الوحيد من العائلة، في مجزرة للطائرات الحربية الروسية إثر غارات جوية استهدفت منزلاً في مزرعة علاتا بالقرب من بلدة أرمناز غربي إدلب.
كما قتل مدني وأصيب 5 مدنيين آخرين بينهم 3 أطفال، بقصف صاروخي لقوات النظام استهدف منازل المدنيين والمدرسة الريفية ومرافق عامة وأراضٍ زراعية في مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي.
ومنذ بداية العام الجاري 2023 حتى تاريخ 24 كانون الأول/ديسمبر 2023، وثق الدفاع المدني أكثر من 1276 هجوماً من قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم، قتل على إثرها 160 شخصاً من بينهم 46 طفلاً و23 امرأة، وأصيب على إثر تلك الهجمات 688 شخصاً بينهم 218 طفلاً و96 امرأة.