قتل أربعة أشخاص وأصيب عشرون آخرون في حادث سير مروري وصف بـ “المروع” وقع على مفرق حطين الواصل بين مدينتي القامشلي والحسكة شمال شرق سوريا، حيث تم نقل المصابين إلى مشافي المدينتين مع تحذيرات من ارتفاع عدد الضحايا جراء وجود عدد من الإصابات الحرجة، فيما فتحت شرطة المرور “الترافيك” تحقيقاً رسمياً حول الحادث.
ووقع الحادث إثر اصطدام حافلة صغيرة لنقل الركاب بشاحنة متوسطة الحجم ما تسبب بمقتل أربع أشخاص على الفور، جميعهم من ركاب الحافلة، وإصابة آخرين بجروح بينهم سائق الشاحنة، ويعود السبب الرئيسي للحادث إلى “تشكل الضباب الكثيف على الطريق وعدم وجود لافتات أو إشارات ضوئية تحذر السائقين”.
مراسل منصة SY24 في الحسكة قال إن أهالي الضحايا اتهموا مديرية المرور التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، اتهموها بـ”الوقوف بشكل غير مباشر وراء الحادث الأخير”، وذلك بسبب إهمال الطرق الرئيسية الواصلة بين المدن وعدم صيانتها بشكل مستمر، ناهيك عن غياب شبه تام لفرق الإسعاف والإستجابة الأولية التي تأخرت أكثر من ساعة للوصول إلى مكان الحادث ما رفع من عدد الضحايا.
المراسل نقل عن مصادر طبية قولها إن ثلاثة سيارات إسعاف وصلت إلى مكان الحادث بعد مرور أكثر من ساعة وقامت بنقل جثامين الضحايا إلى المستشفى، فيما تم إسعاف المصابين عبر السيارات المدنية التي توقفت على جانب الطريق، فيما أشار المصدر ذاته إلى أن السبب في ذلك يعود إلى “عدم توفر سيارات إسعاف كافية لدى المشافي وانعدام الكوادر الطبية المختصة في مثل هذه الحوادث”.
وكانت مديرية المرور “الترافيك” كانت قد حذرت في وقت سابق من تشكل الضباب الكثيف عند ساعات الصباح الأولى وطالبت السائقين بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر على الطرقات العامة وعدم زيادة السرعة فوق الـ 40 كم في الساعة، كما طالبتهم بإشعال أنوار السيارات واستبدال الإطارات التالفة بأخرى مضادة للانزلاق تحسباً لتشكل الجليد على بعض الطرقات وخاصةً بعد هطول الأمطار.
“حمزة الأحمد”، سائق حافلة نقل ركاب صغيرة تعمل على الخط الواصل بين مدينتي الحسكة والقامشلي، ذكر أن “الطريق الواصل بين المدينتين يحتاج إلى صيانة فورية وإنارة كاملة ويفتقر إلى اللافتات المرورية التحذيرية، ناهيك عن تواجد عدد كبير من الحفر والمطبات غير الضرورية والتي تسببت بالعديد من الحوادث التي ذهب ضحيتها عددٌ لا بأس به من المدنيين”، على حد قوله.
وفي حديثه مع مراسل منصة SY24 في الحسكة، قال: لم يتم صيانة هذه الطرقات منذ أكثر من 15 سنة حيث تسببت بالكثير من الحوادث المرورية، ناهيك عن عدم وجود نقاط طبية متنقلة أو فرق للدفاع المدني على هذه الطرقات، ما أدى إلى ارتفاع عدد ضحايا الحوادث الذين يحتاجون للإسعافات الأولية بشكل عاجل، وعليه فإن الإدارة الذاتية مطالبة بإصلاح هذه الطريق في أسرع وقت ممكن تلافياً لوقوع حوادث مشابهة”.
والجدير بالذكر أن عدد حوادث المرور التي وقعت في مناطق “الإدارة الذاتية” شمال شرق سوريا قد تجاوز الـ 400 حادث خلال العام الماضي، وذلك بحسب إحصائية رسمية صادرة عن مديرية المرور “الترافيك”، حيث أودت هذه الحوادث بحياة العشرات من المدنيين والعديد من الإصابات الخطيرة التي نتج عنها بعض الإعاقات الجسدية، ناهيك عن الخسائر المادية الكبيرة التي لحقت بممتلكات المواطنين.