ما تزال مدينة الرقة، الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” تعاني من أزمة حادة في الطاقة وذلك مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن جميع أحياء المدينة لساعات طويلة، ما اضطر الأهالي إلى اللجوء إلى حلول بديلة للحصول على الطاقة الكهربائية، في ظل زيادة مساحة المناطق غير المخدمة بالكهرباء النظامية والتي تقدر بـ 30% من إجمالي مساحة المدينة.
لجنة الطاقة في المدينة الرقة أعلنت عن نيتها إيصال التيار الكهربائي إلى جميع أحيائها خلال العام الجاري، وذلك بعد إدخال عشرة مراكز تحويلية إلى الخدمة خلال العام المنصرم والعمل على استكمال إيصال الكهرباء عن طريقها وزيادة عدد المستفيدين منها، بالإضافة إلى استيراد كميات كبيرة من الكابلات الكهربائية وتوظيف عدد أكبر من العاملين في اللجنة بهدف تحسين وضع الطاقة في المدينة.
مراسل منصة SY24 ذكر أن التيار الكهربائي الذي يصل إلى بعض أحياء المدينة ما يزال غير متوفر بشكل مستمر حتى هذه اللحظة وأن الأهالي ما يزالون يستخدمون مولدات الكهرباء الأمبيرات للحصول على الطاقة، في الوقت الذي يستمر فيه الخط الخدمي بتغذية بعض المشاريع التجارية والصناعية وبشكل جزئي ولساعات محددة، ما دفع الأهالي إلى المطالبة بزيادة عدد ساعات إيصال الكهرباء.
المراسل أشار إلى تضرر كبير في الشبكة الكهربائية في المدينة بفعل العمليات العسكرية التي حصلت فيها خلال الأعوام الماضية، وعدم قيام لجنة الطاقة بصيانة جميع المحولات الموجودة فيها او تمديد الكابلات الكهربائية إلى جميع الأحياء والشوارع، ناهيك عن استمرار عمليات سرقة المحولات والكابلات النحاسية.
فيما عزت لجنة الطاقة في الرقة أسباب أزمة الكهرباء في المدينة إلى انخفاض منسوب المياه خلف السدود وعدم توفير الدعم المادي واللوجستي الكافي لتغطية احتياجات المدينة، ناهيك عن صعوبة استيراد المحولات الكهربائية وصعوبة إدخالها وخاصةً أن معظم المعابر البرية مع المناطق المحيطة بشرقي سوريا مغلقة، مع استمرار الإغلاق الجزئي لمعبر سيمالكا البري مع إقليم كردستان العراق.
فيما ذكرت لجنة الطاقة، أن العمل جاري لإيصال التيار الكهربائي إلى الاحياء التي لم تصلها الكهرباء منذ سنوات مثل أحياء النهضة والفردوس والجميلي والحديقة البيضاء، فيما أكدت انتهاء أعمال تركيب الشبكات وتمديد الخطوط إلى حارة البدو بغرض توصيل الكهرباء إليها خلال عدة أسابيع بعد انقطاع دام أكثر من سبع سنوات.
والجدير بالذكر أن البنية التحتية في مدينة الرقة قد تعرضت لدمار كبير بفعل العمليات العسكرية التي شهدتها في الفترة التي سبقت خروج تنظيم داعش منها، وعدم إعادة تأهيل جميع القطاعات الخدمية فيها كالماء والكهرباء والصرف الصحي وغيرها، وسط مطالب محلية بضرورة تحسين الظروف المعيشية للسكان.