تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي الثقافي والاجتماعي والسياسي، ويُمكن لصناع المحتوى أن يلعبوا دوراً مهماً في التأثير على المتابعين تجاه قضية معينة على أرض الواقع.
وقد عملت منصات التواصل الاجتماعي على مدار السنوات الماضية في التأثير على متابعيها وشدهم نحو هدف معين، ومع انتشار منصة “التيك توك” انتشاراً عالمياً ومحلياً، اهتم صناع المحتوى في إدلب بنشر القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية، وبعضهم اهتم بنشر مقاطع ترفيهية وتراثية وغير ذلك عبر تلك حسابات شخصية على ذلك التطبيق.
“سهل كده”، 29عاماً، أحد أبناء مدينة “معرة مصرين”، يدرس في كلية الآداب قسم اللغة العربية بعد انقطاع عن الدراسة لمدة 8 سنوات، ويعمل أيضاً بالدعم النفسي في منظمة بنفسج، وهو أحد صناع المحتوى على “التيك توك” في مجال مختلف عن دراسته وعمله أيضاً، يقول: إنه “جعل محتواه على ذلك التطبيق في مجال الطبخ وبطريقة شعبية تحاكي تراث المدن القديمة في المنطقة، بحيث يتميز عن باقي المحتوى المشابه في التطبيق”.
بدأت الفكرة عند “سهل” بعد غربته في تركيا لمدة سبع سنوات، وباعتباره بعيد عن أهله تعلم الطبخ لوحده، واستغل حبه للتصوير والطبخ معاً، في إنتاج مقاطع مميزة كانت سبباً أساسياً في نجاح فكرته.
يتحدث “سهل” لمنصة SY24 عن فكرة صناعته للمحتوى فيقول: “كان سكن أهلي ببيت ريفي سبب رئيسي في صناعة المحتوى بشكل تراثي، وجدت نفسي في هذا المحتوى، بعد أن دمجت فن الطبخ والتصوير بطريقة احترافية بآن واحد”.
بدأ “كده” صناعة المحتوى والعمل على نجاحه بإمكانيات بسيطة، ومعدات من مطبخ والدته، وبعد نشره لعدة مقاطع على قناته في منصة “التيك توك”، يحدثنا عن النتيجة التي وصل إليها، فيقول “وجدت فيه إقبالاً كبيراً من المتابعين عامةً والمغتربين خاصةً، لوجود تفاصيل تلامس مشاعر المغتربين وتذكرهم بالتراث الأكلات الشعبية”.
لم يقتصر محتواه على التراث الإدلبي فقط، بل نشر مقاطع مرئية متعددة يطبخ بها مأكولات فلسطينية وسعودية بطريقة احترافية للدولة نفسها، فهو يطبخ بأواني فخارية، وعلى الحطب، وبين أحضان الطبيعة الخلابة، يتابع حديثه عن فكرة اختيار المكان والمعدات فيقول: ” باعتبار محتوى قناتي تراثي، فكان من الطبيعي أن أطبخ وأصور تحت أغضان الشجر وبمعدات تقليدية تحاكي تراث أجدادنا”.
ومن الصعوبات التي واجهت “كده” كمغيره من صانعي المحتوى في بلد تعيش أوضاع اقتصادية واجتماعية سيئة مثل إدلب، يقول إنها تتمثل في ضعف المعدات الموجودة لدي، فأنا أصور هذا المحتوى بهاتفي فقط، مع صعوبة الاستمرار بسبب عدم وجود دعم مادي للمحتوى حتى الآن”.
يختم الشاب حديثه مع منصتنا، وهو على أمل أن يكون هذا المحتوى رسالة تحكي تراث هذه الشعوب من خلال مسرحه في الطبخ، واختياره للموسيقى التراثية والشعبية التي هي جزء لا يتجزأ من تاريخ هذه الشعوب.