أطلق متطوعون من أبناء مدينة الرقة شرقي سوريا مبادرة لدعم الأفكار الثقافية للشباب، الأمر الذي لاقى ترحيباً واسعاً من عدد كبير من الأهالي.
وأشار الشباب المتطوع إلى أن المبادرة تتضمن افتتاح منتدى يستقطب المواهب الشابة، لافتين إلى أن مقر المنتدى سيكون داخل المركز الثقافي في المدينة.
وعبّر سكان الرقة عن إشادتهم بهذه المبادرة، مؤكدين أن جيل الرقة تأثر بشكل كبير بالحرب، ومن أجل ذلك من الضروري إطلاق الكثير من المبادرات المجتمعية والثقافية.
وأكد القائمون على هذه المبادرة أن الباب مفتوح أمام جيل الشباب وأمام كافة المواهب الشابة، مشيرين إلى أن فعاليات المنتدى ستقام بشكل أسبوعي.
وأمس الأحد، أعلن القائمون على هذه المبادرة عن افتتاح المنتدى الذي حمل اسم “منتدى أقلام رقيّة”، وحمل شعار “ثقافة تحت سماء واحدة”، وتم الإعلان عن الافتتاح من على خشبة مسرح المركز الثقافي في المدينة.
وبارك عدد من المثقفين والفنانين والإعلاميين والأدباء افتتاح منتدى “أقلام رقيّة”، مؤكدين أن المدينة التي عانت من الحرب تحتاج إلى مثل هذه المبادرات الثقافية والفنية وصقل المواهب والاهتمام بها، وتجذير الحراك الثقافي في مدينة الرقة لتأخذ دورها كما كانت في السابق.
وكان اللافت للانتباه، تبني عدد من الأدباء وبشكل تطوعي هذه المبادرة ودعمها، بهدف الأخذ بيد الشباب من أبناء الرقة والصعود بهم إلى مدارج الرقي لكي تعود الرقة كما كانت في سالف الأزمان، حسب تعبير عدد من الأدباء.
وأعرب الأدباء عن أملهم في أن يكمل جيل الشباب مسيرة أقلام سبقتهم وقدمت للرقة كل ما هو جميل، مؤكدين أن على الأجيال أن تسلم بعضها البعض راية الإبداع.
وتهدف المبادرة أيضاً إلى منح المدينة صفة ثقافية جديدة وبطاقات شبابية متجددة، ومن خلال مختلف المجالات الثقافية والفنية والأدبية والشعرية.
وقال عمر الصران من إدارة منتدى “أقلام رقّيّة” في تصريح لمنصة SY24، إن “منتدى أقلام رقية هو منتدى تطوعي يشرف عليه مجموعة من المثقفين الشباب بالتعاون مع المؤسسة الثقافية (هيئة ولجنة ومركزاً ثقافياً)”، مضيفا أن “مهمة المؤسسة الإعلامية تقديم التسهيلات والاستضافة”.
وتابع أن “برنامج المنتدى هو برنامج مستقل، في حين تعتمد رؤية المنتدى على عدة مرتكزات، أهمها: الرقة أولا، الثقافة هوية، الاختلاف لا يكون خلافاً، يداً بيد”.
وزاد موضحا أن “المنتدى يعقد دورياً كل يوم سبت ابتداءً من السبت القادم، ويهدف إلى استقطاب والبحث عن المواهب (شعر- قصة – غناء – موسيقى- مسرح)، وتشجيعها وصقلها وتقديم التدريب اللازم لها ثم دعمها إعلامياً عندما تكون جاهزة”.
وختم مؤكدا بالقول ، إن “هدفنا هو إغناء وإثراء الثقافة بالرقة ورفدها بمبدعين، فالرقة مدينة ولّادة”.
يذكر أن جميع الأنشطة الثقافية والفنية في مدينة الرقة شرقي سوريا قد توقفت لعدة سنوات، عقب سيطرة تنظيم داعش على المدينة ومنعه لهذه النشاطات.
ويؤكد عدد من أبناء المنطقة الشرقية، أن المشاريع الثقافية والأدبية دورًا مهمًا في بناء السلام والتعافي من آثار الحرب، وذلك من خلال توفير منصات للتعبير عن المشاعر والأحاسيس، وتعزيز التفاهم والتواصل.
وباتت مدينة الرقة، وحسب التقارير التي تنشرها منصة SY24، تعد مركزاً لعدد كبير من المبدعين والمبدعات في عدد من المجالات، وذلك بعد أن فُتح الباب لهم على مصراعيه للتعبير عن أنفسهم وليثبتوا للعالم قدرتهم على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.