شهد العامين الماضيين انتشاراً واسعاً وملحوظاً للبضائع الأوروبية المستعملة في أسواق الشمال السوري، ولاقت إقبالًا من قبل الأهالي، ولاسيما الأجهزة الكهربائية المستوردة بعد وصول الكهرباء إلى مناطق كثيرة في محافظة إدلب وريفها، وريف حلب.
يقول عدد من الأهالي تحدثنا إليهم: إن “وجود البضائع والأجهزة الكهربائية المستعملة، وفرّ عليهم كثيراً من المبالغ المالية، بسبب جودتها ورخص ثمنها نوعا ما مقارنة بالأجهزة والبضائع المحلية الجديدة الموجودة في السوق”.
تمكنت “نجاة الحسن” ربة منزل تقيم في مدينة سرمدا من شراء غسالة “أوتوماتيك” من أحد المحلات التجارية المختصة بيع الأجهزة الكهربائية المستوردة، بسعر 275 دولار، تقول إنها” حصلت على ماركة معروفة وممتازة حسب وصفها بسعر قليل مقارنة بأسعار القطع الأخرى”.
حيث تباع في المحلات التجارية كافة القطع والأدوات الكهربائية المستوردة بربع القيمة تقريباً، وتشمل الغسالات والبرادات، والأفران، والمكيفات، ومختلف الأدوات المنزلية الأخرى التي تعمل على الكهرباء، وتحظى بقبول بين الأهالي بسبب جودتها.
تخبرنا السيدة “نجاة” أنها حرصت منذ وصول الكهرباء إلى منزلها، على اقتناء أدوات المنزل الضرورية خاصة بعد سنوات من عدم استعمالها بسبب عدم وجود الكهرباء اللازمة في المنطقة.
لم تقتصر سوق البضائع الأوروبية المستعملة على أدوات المنزل، بل شملت الألبسة، والمواد الغذائية، ومواد التدفئة، والسيارات الأوروبية، ومستلزمات الطاقة الشمسية، وغيرها من البضائع، والتي تصل إلى مناطق الشمال السوري عبر شركات تجارية خاصة، تستورد البضائع من تركيا عن طريق المعابر الرسمية باب الهوى، وباب السلامة، وجرابلس، وتل أبيض، وتشكل مورد مالي هام بالنسبة للجهات القائمة على المعابر سواء الفصائل المحلية أو الحكومات الموجودة.
يقول “أبو شاكر” تاجر في منطقة الدانا شمال إدلب، لمراسلتنا إن “الأسواق المحلية شهدت انتعاشاً غير مسبوق الفترة الأخيرة، وخاصة مع وصول التيار الكهربائي للمنطقة، ووفر فرص عمل كثيرة بالنسبة للتجار الصغار في المنطقة”.
وعن الأسعار يخبرنا، أن “هناك قطع متفاوتة الأسعار تختلف باختلاف النوع والجودة، ولكنها تبقى أفضل بكثير من الأجهزة محلية الصنع وأقل ثمناً حسب تعبيره، ولاسيما أن هناك قسم غير مستعمل، ويلقى إقبالًا من الأهالي أيضاً، وأضاف أن سعر البرادات الأوروبية ذات الجودة العالية تتراوح بين 170 _260 دولار، والغسالات بين 159 _ 300 دولار، بينما تصل أسعار القطع المحلية الموجودة في السوق أكثر من ذلك”.
يقول أهالي في المنطقة، إنهم قاموا بشراء وتجهيز أثاث منازلهم من الصفر بعدما تركوا مدنهم الأصلية ونزحوا عنها منذ سنوات وعانوا من النزوح المتكرر وعدم الاستقرار، فهم اليوم يتعطشون لحياة مستقرة، ويأملون بتجهيز منازلهم من كافة المستلزمات الأساسية، التي حرموا منها طيلة السنوات السابقة.