أعلنت وزارة الأوقاف التابعة للنظام السوري، أمس الأربعاء، بأنها اتفقت مع السعودية على أن يكون موسم الحج والعمر هذا العام من دمشق وتحت إشرافها.
جاء هذا الاتفاق بعد لقاء وزير الأوقاف السوري”محمد عبد الستار السيد” مع وزير الحج والعمرة السعودي “توفيق الربيعة” في مدينة “جدة”، وعلى أن تبحث اللجان التحضيرية المشتركة بين الوزارتين في الإجراءات اللوجستية من أجل الحجاج والمعتمرين السوريين.
أما عن الطرف الثاني للاتفاقية فلم تعلن السعودية حتى الآن عن توقيع أي اتفاقية مع حكومة النظام السوري بشأن تسليم ملف الحج والعمرة لحكومة النظام.
وفي السياق نفسه صرحت “لجنة الحج العليا” التابعة لل”الائتلاف الوطني” في 8 من الشهر الجاري، بأنها تجري اتصالاتها مع السعودية لإبقاء ملف حج السوريين تحت إشرافها والذي تديره لأكثر من عشرة أعوام.
وقالت اللجنة في البيان لها، “إنها تتابع الاتصالات مع الجهات ذات الاختصاص في السعودية حتى يتسنى لها الاستمرار بخدمة الحجاج في سوريا وخارجها، ومساعدتهم على تأدية الفريضة بكل سهولة ويُسر”.
حل هذا الخبر كالصاعقة على أهالي الشمال السوري، وصدمة كبيرة لآلاف السوريين الذين حرموا من أداء موسم الحج العمرة بعد أن أصبح طريقهم بين يدي النظام، ومن خلال حديثنا مع “أبو محمد” 67عاماً، الذي ينتظر الموافقة على اسمه ثلاث سنوات يقول”الآن أصبح الحج مستحيل بالنسبة لي” ويخبرنا عن سبب استحالة حجه بعد هذه الاتفاقية، فيقول” اعتقلت عند النظام سنة 2014 لمدة شهر، تعرضت لأسوء أنواع التعذيب، رغم أنني كنت موظفاً عنده، فمن المستحيل أن أعود لمناطقه بعد نجاتي من سجنه بأعجوبة”.
أما “جهاد ” 35عاماً، مهجر من الغوطة الشرقية، يقول” لا يمكنني بعد الآن أن أزور بيت الله الحرام، فأنا منضم في الثورة السورية منذ بدايتها”.
هذه الاتفاقية حرمت “أبو محمد وجهاد” والكثير من السوريين في شمال سوريا من أداء فريضة الحج، بعد أن سلمت السعودية ملف تنظيم شؤون الحجاج إلى النظام السوري.
والجدير بالذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والسعودية عادت بعد حضور بشار الأسد للقمة العربية في السعودية العام الماضي، كما أعلن النظام السوري في أيار الماضي، أنّه سوف تدير ملف الحجاج السوريين بالتنسيق مع الجانب السعودي ابتداءً من عام 2024.