واقع يوميات العامل العادي ومتوسط الأجور في الشمال السوري

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تعاني مناطق الشمال السوري من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، حيث تأثرت بشكل كبير بالصراع المستمر منذ سنوات طويلة، وساهمت موجة الغلاء العالمية في تفاقم هذه الظروف.

ووسط كل ذلك تسلط منصة SY24 الضوء على متوسط الأجور سواء بالنسبة لعمال اليومية أو حتى للعائلات، إضافة إلى إيجارات المنازل ومصاريف العائلة الواحدة في فصل الشتاء.

وقال الناشط قيس الحسن إن أجر العامل العادي في الشمال السوري يصل إلى 100 ليرة تركية يومياً، أي ما يعادل 4 دولار، وغالباً ما يعمل العاملون في مهن شاقة وطويلة الساعات مثل البناء والتشييد.

وأضاف في حديثه لمنصة SY24، أن العاملين في الشمال السوري يضطرون إلى العمل لساعات طويلة من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية، حيث لا يكفي أجرهم اليومي لتأمين الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.

وتابع أن متوسط رواتب العمال العادية تصل إلى 100 دولار شهريا وهي النسبة الأكبر، ويعاني العاملون في هذه الفئة أيضاً من صعوبة تلبية احتياجاتهم الأساسية، في حين أن هناك فئة أخرى يتراوح متوسط راتبها الشهري بين 150 و200 دولار.

وعن أبرز المهن المنتشرة في الشمال السوري، أوضح الحسن أن من أبرزها: مهنة مكانيك السيارات ومهنة تصليح الإلكترونيات، إضافة إلى أعمال البناء.

وساهمت موجة الغلاء العالمية في تفاقم الظروف الاقتصادية والمعيشية في الشمال السوري، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بشكل كبير.

ونتيجة لذلك، اضطرت الأسر السورية إلى تقليص الإنفاق على الغذاء والصحة والتعليم، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الصحية والتعليمية للسكان.

وفي هذا الجانب، ذكر الحسن أن العائلة الواحدة تحتاج شهريا إلى 300 دولار لتأمين الاحتياجات الأساسية، والتي لا تشمل مواد التدفئة، في حين أنها تحتاج ما بين 75 و100 دولار شهريا لشراء مواد التدفئة (حطب أو فحم أو بيرين أو قشر فستق).

ولفت إلى المعاناة من إيجارات المنازل أيضا، والتي تتراوح ما بين 50 دولار (منزل دون المستوى)، و150 دولار وما فوق للمنزل الجيد.

وبالمقابل، يؤكد مهتمون بالشأن الإغاثي شمال سوريا أن الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة للسكان، تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للسكان، وخاصة العمال.

من جهته، قال مأمون سيد عيسى العامل في المجال الطبي والإنساني لمنصة SY24، لقد قابلنا أشخاصاً عديدين من الطبقة العاملة في شمال غرب سوريا، وعلمنا أن دخل العامل  في المنطقة يتراوح بين 50 إلى 100 ليرة تركية يوميا.

وأضاف، لقد علمنا أن دخل العمال المهرة في مناطق شمال وشمال غرب قد يصل إلى  250 -300 دولار شهريا، أمّا العمال الأدنى درجة فيمكن أن يصل الى 4 دولار باليوم أي 104 دولار شهريا.

ولفت إلى أنه فيما يتعلق بالمنظمات الإنسانية العاملة في كلا المنطقتين، فقد وجدنا أن دخل الموظفين هو أفضل غالبا من القطاعات الأخرى، حيث أن متوسط دخل الموظف الإداري صاحب المركز 500 دولار والموظف المهني ما يقارب 250 دولار وراتب المدير بحدود 700 دولار وكذلك الطبيب الذي يعمل في مستشفى او مستوصف بحدود 1300- 1000 دولار، لكن من المؤكد أن أعداد موظفي المنظمات هو محدود ولا يشكل نسبة ذات قيمة من أفراد المجتمع في المنطقة.

وذكر أن هنالك شريحة مهمة يجب الإشارة إليها وهي طبقة الموظفين الحكوميين السابقين في محافظة إدلب، وقد قدرنا أن عددها بحدود 103.950، وقد تم حسابها بالرجوع إلى موقع المكتب المركزي للإحصاء لدى النظام السوري، حيث وجدنا أن عدد المشتغلين في القطاع العام في عام  2011 في جميع أنحاء سورية هو  1.485.000 عامل، ومن المفترض أن يكون في محافظة إدلب حينها 7% من موظفي القطاع العام قياساً لعدد السكان أي من المتوقع وجود 103.950 موظف قطاع عام وقد غادر العديد منهم إلى مناطق النظام السوري، لكن الأكثرية منهم لازالوا في مناطق شمال وشمال غرب سوريا.

وتابع أنه إذا أضفنا لهم المتقاعدين من موظفي القطاع الحكومي السابقين ودخلهم -إن كان يصلهم راتب عن طريق أقرباء لهم في مناطق سيطرة النظام– يقارب في حده الأعلى 10 دولار على سعر الصرف في شهر تموز/يوليو 2023، لكن الأغلبية لا يصلها أي راتب و بالتالي هذه الفئة وعائلاتها تدخل ضمن شريحة الفقر المدقع.

وختم بالقول “لقد وجدنا وفق المعطيات السابقة أن معظم الشرائح في شمال وشمال غرب سوريا تقع تحت حد الفقر المحدد من البنك الدولي بـ  216 دولار، وبالتالي ينعكس هذا الدخل المنخفض حكما على نوعية ومستوى المعيشة وعلى الأوضاع الصحية والتعليمية للسوريين في المنطقة، وما ذكرناه سابقا يدل على أن العامل الاقتصادي بمؤشراته (مستوى الفقر، البطالة، الناتج المحلي) يلعب دورا أساسيا في تخلف المنطقة”.

وبيّن سيد عيسى أنه عمل على تأليف كتاب بعنوان “تداعيات الصراع في سوريا، واقعه آفاقه ومستقبله”، مشيرا إلى أن الكتاب يعمل على إلقاء الضوء على تداعيات الصراع في سوريا خاصة على مناطق شمال وشمال غرب سوريا، حيث اختصت معظم القضايا المطروحة بواقع تلك المنطقة”.

ومؤخراً، أنذر فريق “منسقو استجابة سوريا”، من انزلاق منطقة الشمال السوري نحو مجاعة كبرى، محذرا المنظمات الأممية من تخفيض المساعدات التي تصل إلى المنطقة، خصوصا مع حلول الشتاء.

وذكر الفريق في بيان، أن العديد من الوكالات الأممية العاملة في شمال غرب سوريا، ستقوم بعمليات تخفيض كبيرة في عمليات تقديم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، وذلك اعتباراً من مطلع العام 2024، وفي مقدمتها برنامج الأغذية العالمي.

مقالات ذات صلة