النابلسية الدمشقية تتصدر قائمة الحلويات في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

إثر تهجير السوريين من جميع المحافظات إلى الشمال السوري، نقلوا معهم عاداتهم وتقاليدهم وصناعتهم المختلفة و مأكولاتهم الشعبية ومن بينها “الكنافة النابلسية” التي تعد من أشهر الحلويات الدمشقية في سوريا.

تعود أصول هذه الحلوى إلى مدينة “نابلس” الفلسطينية، حيث أطلق عليها الفلسطينيون اسم “دمشق الصغرى” لكثرة الشبه بينها وبين دمشق القديمة، وقام مهجرون من دمشق وريفها بافتتاح عدة محلات في إدلب ولاقت إقبالًا كبيراً من قبل الأهالي.

عرفت “النابلسية” بدمشق في خمسينات القرن العشرين ، وحافظ الدمشقيون على الاسم مع إضافة فنهم وإبداعهم في طريقة الصنع والتقديم، يحدثنا “أبو عبدو العبّار” 47 عاماً، مهجر من مدينة داريا بريف دمشق، وصاحب إحدى محل “النابلسية الدمشقية” في إدلب، عن الإقبال الذي حظيت به في مدينة إدلب، فيقول “افتتحنا المحل منذ حوالي ست سنوات، والآن أصبح محلنا معروف لكل المنطقة، نقدم فيه الكنافة النابلسية والمدلوقة بشكل رئيسي وأنواع أخرى من الحلويات”.

وأضاف أنه استغل خبرة عشرة سنين قبل الثورة في صناعة الكنافة، واشتهرت عائلته في مدينة داريا بصناعتها، وبعد تهجيره إلى إدلب، نقل معه النكهة الشامية الأصلية، وافتتح محلاً كبيراً وسط المدينة.

ومع طلب الأهالي الكبير على الكنافة والمدلوقة، افتتحت عدة فروع في مدن الشمال السوري، ومنها الدانا وسرمدا وسلقين، يحدثنا “أبو أحمد الشامي” صاحب محل حلويات في مدينة أريحا، أن النابلسية أصبحت مطلوبة في كثير من المناسبات الإجتماعية، وأصبحت تقدم في المناسبات والحفلات وتعد الطبق المميز في السهرة”.

تختلف الكنافة عن باقي الحلويات فهي تحتاج لدقة ومهارة في التحضير وفن في تقطيعها وتقديمها للزبائن، يخبرنا عن مكونات النابلسية فيقول ” تحتاج إلى كنافة ناعمة جداً، والكثير من الجبن، والسمن العربي، والقطر ويرش على وجهها الفستق الحلبي”.

أما عن أسعار النابلسية في ظل هذا الغلاء الشديد التي تشهده المنطقة يقول: “أبو أحمد” أن سبب غلاء مادة السكر والجبن بشكل خاص أدى إلى ارتفاع سعر الكنافة حيث يباع الكيلو بمئة ليرة تركية.

لاقت محلات الحلويات ولاسيما المختصة الكنافة النابلسية إقبالاً كبيراً، وبشكل خاص من أهالي الشام المهجرين، إذ وجدوا ذكرياتهم وحنينهم لبلادهم، يخبرنا “سعيد” مهجر من ريف دمشق، عن سبب إقباله لشراء الكنافة كلما أتاحت له الفرصة، فيقول: “ما يدفعني للقدوم إلى هنا، الحنين والشوق لمدينتي وذكريات تلك الطقوس العائلية القديمة قبل تهجيرنا”.

أما أهالي منطقة إدلب فبعضهم يفضل الكنافة التقليدية المعروفة في إدلب، فتقول “أم رضوان” 55عاماً، ربة منزل “اعتدت على الكنافة الإدلبية التي يضاف إليها  القريشة بدلاً من الجبن المالح، وهذا يعطيها طعم أطيب مع فنجان القهوة”.

والبعض الآخر أعجب في طعم السكر الخفيف مع الجبنة، تقول “أم علي” 25عاماً، أنا لا أفضل الحلويات التي تحتاج لقطر كثير، و ملوحة الجبن في الكنافة النابلسية تقلل من حلاوتها بشكل يناسب ذوقي”.

تعد الكنافة التي ذاع صيتها في البلدان العربية من  أطباق  الحلوى الدمشقية العريقة التي حافظ عليها الدمشقيون مع إضافة لمساتهم الخاصة لها.

مقالات ذات صلة