يعاني الأطباء والمهندسون في مناطق سيطرة النظام السوري من تحديات وصعوبات عدة، نتيجة الواقع الاقتصادي والمعيشي المتردي الذي يلقي بظلاله على فئات المجتمع كافة.
وفي المستجدات، أقرّ النظام وعلى لسان مصدر في نقابة الأطباء في دمشق، أن أن النقابة يردها يومياً حوالي 10 طلبات من أطباء يرغبون في الحصول على وثيقة السفر.
وأشار المصدر إلى أن معظم الأطباء الذين يقدمون طلبات للسفر هم من الأطباء الجدد وليس من القدامى.
ولفت إلى أن من الأسباب التي تدفع هؤلاء الأطباء إلى السفر هو عدم وجود أفق واضح لهم في المستقبل بمعنى أنه يحتاج إلى وقت طويل حتى يبدأ بالعمل، في حين إن الأطباء القدامى أوضاعهم أفضل بكثير حسب تعبيره.
وكان من اللافت للانتباه أن 97 بالمئة من الأطباء يعتمدون على مدخول عيادتهم الخاصة وليس على رواتبهم، حتى إن الكثير من الأطباء يدفعون فوق رواتبهم أجرة مواصلات مثلاً للوصول إلى المشفى الذي يعملون به، وفق ذات المصدر.
وتباينت الآراء تعقيباً على الظروف التي يمر بها الأطباء، بين من رأى أن ما يحصل عليه الطيب من راتب شهري أقل بكثير مقابل الجهد الذي يقوم به، وبين من رأى أن السفر هو الأفضل للأطباء في مناطق النظام خاصة وأن الطبيب خارج سوريا يمكن أن يحصل على راتب شهري يصل إلى 4 آلاف دولار، بعكس الـ 300 ألف ليرة سورية التي يحصل عليها داخل سوريا، وفق وجهة نظرهم.
واعتبر آخرون أن فئة الأطباء لا تعاني من الظروف الاقتصادية والمعيشية، مرجعين السبب إلى أجور المعاينات والعمليات التي تفوق قدرة المرضى على دفعها، إضافة إلى أن مناطق النظام أرض خصبة للأطباء نتيجة انتشار المرض وارتفاع أعداد المرضى بشكل ملحوظ، بحسب رأيهم.
وفي السياق، طالب آخرون بتسليط الضوء على فئة المهندسين المدنيين في مناطق النظام، مشيرين إلى أن هذه الفئة وضعها يتجه نحو الأسوأ يوما بعد يوم لعدم وجود إعمار في البلد، إضافة إلى عدم قدرة المهندس الموظف في مؤسسات النظام على فتح مكتب خاص به.
وحول ذلك، قالت الناشطة الإنسانية وفي مجال المناصرة، إيمان ظريفة لمنصة SY24، إن “كل منّا ينتظر ثمرة جهده وعنائه وينتظر ليحصد ما زرع، وبالتالي أصحاب الكفاءات في سوريا رغم الظروف القاسية استطاعوا أن يحصلوا على الشهادات خصوصا من أطباء وصيادلة ومهندسين، لكن الظروف القاسية في سوريا حالت بينهم وبين البقاء هناك رهناء للذل والفقر، لذلك نرى أن الأغلبية منهم هاجر إلى دول يستطيعوا أن يعيشوا فيها بكرامة، أمّا من لم يهاجر بات يفكر بالهجرة بشكل جدي”.
وأدت الهجرة خلال السنوات الماضية من مناطق النظام هربا من الواقع الاقتصادي والأزمات، إلى تقليص عدد الأطباء في جميع الاختصاصات، غير أن العجز الأكبر كان من نصيب أطباء التخدير وباعتراف مصادر متعددة في تلك المناطق.
ومنتصف العام الماضي، أقرّ نقيب الصيادلة التابع للنظام السوري بأن نحو 2000 صيدلي بات عاطلاً عن العمل في دمشق وريفها، الأمر الذي أثار صدمة القاطنين في مناطق النظام لما آل إليه حال الصيادلة والأطباء بسبب الواقع الاقتصادي المتردي.