تشتهر مدينة الرقة السورية بالعديد من العادات والتقاليد القديمة التي تحافظ عليها إلى يومنا هذا، ومن أهم هذه العادات “سوق الجمعة” الذي يقام كل أسبوع بالقرب من معمل السكر.
ويعتبر سوق الجمعة في الرقة من أكثر الأسواق الشعبية التي يرتادها السكان، وخاصة من الطبقتين المتوسطة والفقيرة، وذلك لانخفاض أسعار البضائع الموجودة فيه والتي تتنوع ما بين الجديد والمستعمل والخردوات.
ويعود تاريخ سوق الجمعة إلى فترة طويلة، حيث كان يقصده الأهالي من جميع أنحاء المدينة والمحافظات المجاورة للتسوق وشراء احتياجاتهم اليومية.
وحول هذا السوق قال علوان زعيتر أحد أبناء الرقة لمنصة SY24، “كنّا نذهب إلى سوق الجمعة ليس بغرض شراء الأشياء بقدر ما يكون الذهاب إليه لقتل الوقت والفراغ في يوم العطلة الطويل”.
وأضاف “هناك مثل شعبي معروف بالرقة (شغل سوق الجمعة) في إشارة إلى قلة الجودة”.
وتابع “تأتي أهمية سوق الجمعة بصفته مركزا يتجمع الناس فيه أكثر من أهميته للمشتريات، وأتذكر أنني ذهبت إليه مرة واحدة ولم اذهب بعدها، لكن الكثير من الأصدقاء كانوا يقصدونه كل يوم جمعة”.
عدد آخر من سكان الرقة أشاروا إلى أن “سوق الجمعة” سابقاً كان يحتوي على أشياء مميزة لا تجدها في أسواق أخرى وبأسعار مميزة، أمّا اليوم فلم تعد موجودات السوق مميزة إضافة إلى أن الأسعار أصبحت مرتفعة.
ولفت البعض الآخر إلى أن أسعار الموجودات في “سوق الجمعة” باتت مرتفعة مقارنة حتى بأسعار المنتجات التي تباع في أسواق البالة، وفق رأيهم.
ورغم ذلك، ما يزال “سوق الجمعة” يشهد إقبالاً كبيراً نوعا ما من الأهالي كل أسبوع، حيث ينتشر الباعة الجائلون في جميع أرجاء الساحة لعرض مختلف أنواع السلع والبضائع، بما في ذلك الملابس والأحذية والأدوات المنزلية والأدوات الكهربائية والخردوات وغيرها.
يذكر أنه في العام 2021، قررت الجهات الخدمية في الرقة نقل “سوق الجمعة” إلى موقعه مقابل معمل السكر من الجهة الجنوبية.
وفي 2019، تم نقل “سوق الجمعة” من منطقة السور الأثري إلى طريق الكورنيش الجنوبي بجانب المسلخ البلدي، بهدف الحفاظ على المنظر الجمالي والحضاري والمواقع الأثرية في الرقة.