لا يعيش الأطفال في الشمال السوري ضمن بيئة تعليمية آمنة، بعد أن أصبحت المدارس والمنشآت التعليمية والمرافق الحيوية أهدافاً مباشرة لصواريخ النظام السوري وحليفه الروسي، مخلفةً عشرات القتلى والمصابين من الطلاب والكوادر التعليمية.
إذ يصادف يوم 24 يناير /كانون الثاني الجاري، من كل عام “اليوم العالمي للتعليم” ، حاملاً شعار “التعلم من أجل سلام دائم” بعد أن تم اعتماد هذا التاريخ كيوم عالمي للتعليم منذ 2018، رغبة من الأمم المتحدة في توفير تعليم جيد وشامل للجميع، وتأكيدًا على دوره المحوري في بناء مجتمعات مستدامة ومرنة.
وبمشاركة 59 دولة تحتفل جميع مؤسسات منظومة الأمم المتحدة والمجتمع المدني، والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والأفراد بهذا اليوم.
على خلفية ذلك، ذكّر الدفاع المدني السوري من خلال منصتنا بجرائم النظام وروسيا في استهدافهم الممنهج للمدارس شمال غربي سوريا، وحربهم على التعليم التي يدفع ثمنها الطلاب من مستقبلهم، والتي جعلت من المدارس والمرافق التعليمية هدفاً لها، ليس فقط لتدمير البنية التحتية وقتل الأطفال، وتدمير مستقبل سوريا لأجيال.
وجدد في بيان له، على الالتزام بدعم التعليم والعمليات التعليمية في شمال غربي سوريا، مطالباً بوضع حد للهجمات المستمرة التي استهدفت 4 مدارس منذ بداية العام الحالي 2024، و30 مدرسة خلال العام الفائت 2023، كما يجب ضمان الأمن والاستقرار للسوريين وتأمين بيئات تعليمية آمنة ومستدامة.
إذ أن استمرار قوات النظام بارتكاب جرائم الحرب في قصفها المدنيين والمرافق التعليمية، برسائل تهدف للقتل وتدمير مستقبل الأجيال وتقويض العملية التعليمية في مناطق شمال غربي سوريا، يهدد حياة المزيد من المدنيين والطلاب والكوادر التعليمية في المنطقة التي تعاني من واقع إنساني صعب جداً وظروف معيشية صعبة بسبب استمرار حرب النظام وروسيا لـ 13 عاماً وبعد عام من الزلزال الذي تسبب بدمار كبير في البنى التحتية، وظروف فصل الشتاء القاسية التي تمر على السوريين المهجرين في المخيمات.
وفي ذات السياق قبل شهر تقريباً، توفي الطفل “إبراهيم فريد المصطفى”، متأثراً بإصابته، جراء قصف مدفعي لقوات النظام، استهدف مدرسة الشهداء في بلدة “آفس” شرقي إدلب، في حين توفيت المعلمة “رانيا محيميد” جراء إصابتها بالقصف نفسه، إضافة إلى تسجيل إصابات بين الطلاب أيضاً.
وأكد الدفاع المدني أن غياب المحاسبة واستمرار الإفلات من العقاب على الجرائم، هو ما يسمح لنظام الأسد بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي الإنساني واستمرار استهداف المدنيين والمرافق الحيوية والمدارس دون أي رادع هجمات ممنهجة لقوات النظام تستهدف المدارس والمؤسسات التعليمية في شمال غربي سوريا.
حيث وثقت الفرق خلال عام 2023 استهداف أكثر من 30 مدرسة، في سياسة لا تستهدف سلب الأرواح وقتل الحاضر فقط بل وتقويض العملية التعليمية واغتيال مستقبل السوريين أيضاً.
يذكر أن تدمير البنية التحتية والمنشآت التعليمية في الأماكن التي خرجت عن سيطرة النظام، كان أولوية لديه، مستعيناً بحليفه الروسي، والميليشيات الإيرانية في حربهم ضد السوريين خلال السنوات العشرة الماضية، لتطفو اليوم نتائج تلك الحرب على صعيد التعليم في الشمال السوري، وسط عجز واضح في مواجهة تلك الصعوبات والتحديات.