أوضاع مزرية يعيشها أهالي منطقة الحجر الأسود بريف دمشق، إثر انعدام الخدمات الأساسية من مياه الشرب والمواصلات والتعليم، وعدم وجود المراكز الصحية، وانقطاع شبكات الاتصالات وغيرها، وسط تجاهل تام من قبل المعنيين في محافظة ريف دمشق والمجالس المحلية، لاسيما عقب ورود شكاوى من السكان العائدين إلى الحي.
وحسب ما تابعته منصة SY24 فإن حكومة النظام تعمدت بقاء المنطقة معزولة وبلا خدمات كنوع من الانتقام من الأهالي، بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكم في السنوات السابقة، و سرعان ما أصبحت مرتعاً الشبيحة وعناصر النظام الذين قاموا بتعفيش وسرقة كافة منازل الحي، عقب تهجير أهله منه بعد سيطرتهم عليه.
بقيت المنطقة حسب تقارير لمنصتنا، بلا أدنى مقومات للحياة، خاصة بعد عودة قسم من أهلها إليها، في شهر آذار من العام 2023 الماضي، حيث سُمح لقرابة 200 عائلة بالعودة والسكن بين أنقاض المنطقة المدمرة.
وكشف موقع محلي، أن الأهالي يشتكون من انعدام الخدمات الأساسية في المنطقة، من ناحية تأمين مياه الشرب، والكهرباء، وانقطاع الإنترنت، وشبكات الهواتف الأرضية، فضلاً عن صعوبة المواصلات أيضاً.
إذ لم يحصل المقيمون فيها على المياه الرئيسية منذ عودتهم إلى المنطقة، ولجوئهم إلى شراء المياه من الصهاريج بتكلفة عالية، تصل إلى 50 ألف ليرة سورية، للخزان الواحد سعة خمسة براميل، وهذا ليس بمقدور جميع العوائل هناك.
من جانب آخر، أكدت مصادر متطابقة، أن عدم وجود مدارس إعدادية وثانوية، اضطر الطلاب للذهاب إلى المناطق المجاورة لإكمال تعليمهم وتحمل تكاليف المواصلات وأعباء الذهاب اليومي، فضلا” عن صعوبة الحصول على وسيلة نقل في ظل أزمة المواصلات الخانقة التي تشهدها المنطقة، وذكر الموقع المحلي أن كثيراً من الأهالي والطلاب يعتمدون على وسائل نقل بدائية أو أنهم يستقلون سيارات “سوزوكي” المفتوحة للوصول إلى أعمالهم أو مدارسهم.
ليس هذا فحسب، بل وصل الإهمال الخدمي إلى عدم ترحيل الأنقاض المتراكمة داخل الأحياء السكنية والشوارع، بشكل يعوق حركة المارة، ويتسبب بأذى يومي لهم، وسط عجز البلدية عن ترحيلها خارج المنطقة كما وعدتهم، إثر شكاوى كثيرة وردت إليهم بشأنها.
وأشار الأهالي إلى أن هذه المعاناة هي جزءٌ قليل من حقيقة الوضع السيء في الحي، فالخدمات لا تتوقف على انقطاع مياه الشرب والكهرباء وقلة المواصلات وخروج المدارس والمشافي عن الخدمة والدمار المنتشر في أحياء بأكملها، بل تشكل أغطية الريكارات المفقودة جزءاً من معاناتهم اليومية، إضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة تراكم النفايات في الشوارع الرئيسية، ووجود حفر الصرف الصحي المكشوفة.