عمليات استقالة جماعية للكوادر التدريسية، يشهدها السلك التعليمي في ريف دمشق، منذ بدء العام الدراسي الحالي، بلغت ذروتها الفترة الأخيرة، جراء تدني الرواتب الشهرية ، وسوء المعاملة التي يحظى بها المعلم، وسط أوضاع معيشية واقتصادية متردية في جميع مناطق النظام.
وفي التفاصيل التي أكدها مراسلنا قال: إن “مدارس الغوطة الشرقية شهدت استقالة 6 معلمين، و3 معلمات فضلاً عن استقالة 8 مدرسين مساعدين بشكل كامل منذ مطلع العام الجاري وحتى اليوم، في حادثة تعد الأكبر من نوعها منذ سنوات”.
وأضاف أن المنطقة شهدت استقالات مماثلة لذات الأسباب، أبرزها الرواتب المتدنية، التي لا تكفِ ثمن طعام لعائلاتهم، إذ أنها لا تغطِ أكثر من 5 بالمئة من احتياجات العائلة شهرياً.
على خلفية ذلك، التقى مراسل SY24 بأحد المدرسين الذي قدم استقالته، ورفض ذكر اسمه الصريح لأسباب أمنية، قال: إن “أسباب تقديم استقالته هو وغيره من المدرسين، تسلط أولاد المسؤولين عليهم لدرجة وصلت إلى الضرب والشتم، ناهيك عن تدني الراتب الشهري”.
وأضاف أنه تعرض للشتم والإهانة من ابن أحد أعضاء مجلس الشعب في المدروسة، ولم يستطيع الرد عليه، وعند إبلاغ الإدارة بذلك طلبوا منه التغاضي عن الإهانة لعدم قدرتهم على محاسبته أو حتى سؤاله عن الموضوع بحكم عمل والده.
فضلاً عن تأخير مدة استلام الرواتب لعدة أشهر، التي دفعت كثيراً من المعلمين/ات إلى تقديم استقالاتهم، مع وعود من قبل مديرية التربية والتعليم في ريف دمشق بضبط الأمر ومعالجتها ولكن دون أي جدوى.
بالمقابل شهد القطاع الخاص لجوء عدد من المدرسين والمدرسات بالفترة الأخيرة إلى المدارس والمعاهد ورياض الأطفال الخاصة، بسبب رواتبها الجيدة والانضباط الكبير الذي يشهده قطاع التعليم الخاص مقارنة بالتعليم العام.
وأكد عدد من المدرسين لمراسلنا: أنهم تركوا مهنة التعليم بشكل تام، لصالح أعمال أخرى مثل قيادة التكسي أو محاسب في شركة ما أو مسؤول مستودع، وغيرها من المهن، مشيرين أن التدريس لم يعد كما كان سابقاً، فلا هيبة المدرس ولا قيمة، وذلك كله بعلم وإشراف مديرية التربية.
ومن الجدير بالذكر أن الإهمال والفساد يتغلغل في مفاصل العملية التعليمية في سوريا والتي تراجعت منذ عام 2011، بعد انتشار الغش في الامتحانات وتزوير الشهادات بشكل كبير، وإهانة المعلم، وتدني الرواتب.