تشهد بعض مناطق سوريا ومع بداية العام 2024، استمرار ظاهرة ترك الأطفال أمام مداخل الأبنية، الأمر الذي يثير قلق وسخط الرافضين لتلك الظاهرة، مؤكدين أن هذه الظاهرة تتطلب تحليلاً عميقاً للسياق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في البلاد.
وفي المستجدات، عثر الأهالي في مدينة حماة، يوم أمس الأربعاء، على طفل بعمر يومين ملقى أمام أحد الأبنية في حي باب الجسر بمدينة حماة.
وعبّر سكان المدينة عن صدمتهم من رؤية الطفل المرمي على باب أحد الأبنية، مشيرين إلى أن الصدفة ساهمت في إنقاذ حياته من الموت برداً، حسب تعبيرهم.
ولا تعتبر هذه الحادثة هي الأولى مع بداية العام 2024، فقبل أيام أيضاً، تم العثور على طفلة حديثة الولادة موضوعة قرب المستشفى الوطني في مدينة الرقة.
وحسب الأخبار الآتية من الرقة فقد تم تسليم الطفلة إلى لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس المدني التابع للإدارة الذاتية، حسب مصادر من سكان المدينة.
وقبل أسبوع تقريباً، تم العثور على طفلة حديثة الولادة مرمية أمام أحد جوامع معارة أخوان بريف إدلب.
وردّ كثيرون من أبناء المنطقة على هذه الحادثة بالقول، إن “هذه الطفلة هي ضحية أب عديم المسؤولية وأم مجردة من الحنية، لأنه مهما كانت الظروف وطبيعتها من المستحيل على الإنسان أن يتخلى عن فلذة كبده”.
وقالت الناشطة الإنسانية وفي مجال المناصرة إيمان الظريف لمنصة SY24، إن “الفقر الشديد وانعدام الدعم الاقتصادي يعد أحد أهم الأسباب وراء ظاهرة رمي الأطفال”، مضيفة أن الأسر الفقيرة تجد صعوبة في تلبية احتياجات أفرادها، مما يضطرها إلى اتخاذ قرارات قاسية، ونتحدث هنا بشكل عام”.
وتابعت أنه بالمقابل ومهما كانت الأسباب فلا يجب أن تدفع بالأم أو الأب إلى رمي طفله وتركه لمصير مجهول أو للموت من شدة البرد، كما حصل في حادثة الطفل الذي عثر عليه أمام أحد الأبنية في حماة بالتزامن مع الأجواء المناخية الباردة.
وأكدت أنه من المهم إيجاد الحلول الجذرية السريعة لهذه الظاهرة، ويجب على منظمات المجتمع المدني وحتى الجهات المسؤولة إطلاق حملات توعية بمخاطر هذه الظاهرة، وفق تعبيرها.
يشار إلى أن منصة SY24 سلّطت الضوء في تقاريرها العديدة حول انتشار ظاهرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة، في مناطق مختلفة من سوريا، ويعود ذلك لعدة أسباب منها اقتصادية ومنها خشية المجتمع.