ذكرى الزلزال.. قصة صمود وتعافي في وجه الدمار والفراق

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

لم يكن فجر السادس من شباط في العام الماضي صباحاً عادياً عند “تسنيم” التي فقدت عائلتها خلال الزلزال المدمر، الذي حصد آلاف الضحايا دون توانً.

وفي السادس شباط الماضي، ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا زلزال بقوة 7.7 درجات، مركزه ولاية (كهرمان مرعش)، وتبعتها آلاف الهزات الارتدادية، أودت هذه الكارثة بحياة عشرات آلاف الضحايا وملايين المتضررين في الدولتين.

“تسنيم” البالغة من العمر 7 أعوام، تقيم في مدينة سلقين شمالي غربي إدلب، فقدت والديها وأخيها الصغير في تلك الليلة، وبقيت تحت الأنقاض ثلاثة أيام، تحكي لنا أهوال تلك الفاجعة فتقول: “استيقظت على اهتزاز الأرض وأصوات والدي تعلو بالتكبير،  بدأت جدران البيت بالسقوط، ثم إنهار البيت وخلال ثواني قليلة، وفصل الركام بيني وبين أهلي، كانت هذه اللحظات المرعبة هي الأخيرة التي جمعتني بهم”.

بقيت تسنيم تحت الأنقاض ثلاثة أيام، عاشتها وهي ترجف من البرد وتتوجع من ألم قدميها العالقة تحت الأنقاض، تروي لنا كيف أمضت أيامها بين الركام، فتقول: “صرخت لوالدي حتى كاد صوتي يختفي ولم أسمع ردهم، فعلمت أنهم ماتوا وبقيت أنا أصارع الموت لوحدي، حاولت كثيراً في أخرج قدميها من تحت الأحجار والحديد لكن بدون جدوى”.

انقذ الدفاع المدني السوري “تسنيم”، ونقلت بعد ذلك إلى مشفى الشفاء بمدينة إدلب،  تعالجت لمدة شهر تقريباً من مرض (هرس القدمين)، ثم خضعت لعمل جراحي لتطعيم لقدميها وبترت أصابع قدمها اليسرى بسبب مرضها.

تعيش الآن في بيت جدها، وتعتني بها عمتها فهي ترافقها إلى مدرستها كل يوم، لأنها طالبة مجتهدة تطمح أن تكون طبيبة في المستقبل.

يصارع أبناء الضحايا الزلزال الحياة بمفردهم بعد أن فقدوا أهلهم وأحبتهم،”راما” 20 عاماً، تقيم في مدينة إدلب، فقدت والديها وأخوتها الثلاثة بكارثة الزلزال، نجت بعد أن كانت في زيارة لبيت جدها في جسر الشغور تروي لنا أحداث ذلك اليوم فتقول: “عندما فقدت تواصل معهم بعد الزلزال ذهبت لاصطدم بفاجعة الفراق، وصلت شارع بيتنا، الأبنية المدمرة، وبدأت أنتظر مصير أهلي، فكانت فرق الإنقاذ  تخرج كل فترة واحد منهم قد فارق الحياة”.

بهذه الليلة خسرت “راما” كل شيء، العائلة والبيت، حاولت ضبط مشاعرها وهي ترى جثثهم واحد تلو الآخر، ولكنها فقدت وعيها عندما رأت آخرهم وهي أمها الميتة والغبرة تملأ جسدها البارد، تتذكر هذا المشهد وعيناها قد فاضت بدموعها الحزينة ” لمست وجهها البارد بيدي، كانت اللمسات الأخيرة، حاولت أن أشبع نفسي بذلك لكنني فقدت وعيي ولم أستيقظ إلى وقد حضنت أمي التراب”.

حاولت “راما” الانتحار أكثر من مرة، وبعد مضي عدة أشهر استسلمت للأمر الواقع، فقررت السكن في مدينة إدلب، عملت كبائعة  في محل ألبسة نسائية، لتعتمد على نفسها في  تأمين مصروفها دون الحاجة لأحد، بإضافة إلى إتمام دراستها بمعهد التمريض في جامعة إدلب.

وبحسب آخر إحصائية للدفاع المدني السوري فقد وصل عدد ضحايا زلزال شباط العام الماضي إلى 5914 قتيلاً في سوريا،بينهم أطفال ونساء وشيوخ.

مقالات ذات صلة