يصحو “أبو تيم” كل صباح على زقزقة عصافيره، يمضي إلى شرفة منزله التي قام بتجهيزها لتكون مكاناً مناسباً لتربيها، يحملُ في يده وعاءً صغيراً لطعامهم وآخر للماء، فهو اعتاد كل يوم على إطعامهم قبل ذهابه إلى عمله.
“أبو تيم” البالغ من العمر 26 عاماً، أبٌ لطفل واحد، مدّرس لغة فرنسية، ومقيم في مدينة إدلب، بدأ مشروعه بتربية الطيور عندما أقبل على شراء زوج عصافير (عاشق ومعشوق) للتسلية والمتعة بمنظرها وصوتها الجميل، ثم أضاف أصناف جديدة حتى أصبحت شرفة منزله مزينة بالعصافير مختلفة الألوان والألحان.
أقبل قسم كبير من سكان الشمال السوري على تربية عصافير الزينة في بيوتهم، بهدف الاستمتاع بمنظرها وصوتها الجميل، يحدثنا “أبو تيم” عن سعادته وكل صباح عندما يشرب قهوته على ألحان تغريد (الكنار) فيقول: “يغرد كل صباح وكأنه تخبرني بقدوم يوم جديد، ألحانه العذبة تزودني بطاقة إيجابية و تشعرني بالتفاؤل طيلة يومي”.
أصبحت تربية الطيور في إدلب تلقى رواجاً جيداً في الفترة الأخيرة، حسب ما أفاد “أبو كمال” 35 عاماً، صاحب محلاً لبيع أنواع مختلفة من الطيور في مدينة أريحا، يحدثنا عن إقبال الأهالي على شرائها فيقول: “يبدأ الزبون بشراء زوج معين منها، ثم تتطور هذه الهواية لتتحول مع الوقت إلى تجارة مربحة من خلال بيع فراخها”.
يتوفر في أسواق الشمال السوري عدة أنواع من الطيور (العاشق والمعشوق، الكنار، طيور الجنة، الكروان، الببغاء) وتختلف أسعار بحسب نوعها ولونها وعمرها يذكر “أبو كمال” أسعار بعض أصنافها، فيقول: “الكنار البلدي سعره 120 دولاراً امريكياً والأجنبي 250 دولار يتميز بصوته العذب ، أما زوج العاشق والمعشوق فيصل سعرها إلى 30 دولار، والكروان الواحد سعره 30 دولاراً، والببغاوات يختلف سعرها حسب الكلمات التي يحفظها”.
تحتاج تربية الطيور إلى رعاية وعناية كل يوم بالإضافة إلى مناخ معتدل، “أبو خالد” 55 عاماً، أبٌ لستة أولاد، يقيم في جبل الزاوية، يهتم في تربية الحيوانات الأليفة كالقطط والأرانب وأسماك وعصافير الزينة، ضمن حديقة منزله، يخبرنا عن الاحتياجات اللازمة لتربية الطيور في المنزل فيقول: “يحتاج الطيور كل يوم إلى تنظيف أقفاصها، وتبديل طعام وشرابها، أيضاً تزويدها بالفيتامينات والأدوية اللازمة عند المرض”.
يعيش الشمال السوري ظروفاً اقتصادية صعبة، هذا ما دفع غالبية الأهالي إلى اختيار مهنة تربية العصافير التي تحتاج لمبلغ معقول وتؤمن دخلاً جيداً.
