حادثة انتحار جديدة هزت الشمال السوري صباح اليوم الجمعة، حيث لقيت سيدة تعمل ممرضة في مشفى مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، حتفها إثر تناولها “حبة الغاز” السامة دون معرفة الأسباب، ما أدى إلى موتها فوراً في مكان عملها، دون أن يتمكن الكادر الطبي من إنقاذها، حسب ما رصدته منصة.
وتعد حالة الانتحار هذه الرابعة في مناطق الشمال السوري منذ مطلع العام الحالي 2024، حيث سبقها عدة حالات بينها اثنتين لأطفال دون سن 18 لأسباب مختلفة، منها ضغوط نفسية أو سوء الأوضاع المعيشية بشكل عام.
وفي 21 كانون الثاني الماضي، أقدمت طفلة لا تتجاوز 15 من عمرها على تناول حبة الغاز القاتلة، حيث توفيت على الفور، وذلك بعد امتحانات الفصل الأول الدراسي، إثر شعورها بتقصير في الدراسة، وخوف من خيبة أمل ذويها، حسب رسالة تركتها الطفلة لعائلتها.
وفي تقرير مفصل لـ SY24 تناول أضرار حبة غاز الفوسفين، قال “غياث محمد” أحد الصيادلة في ريف إدلب: إن “حبة غاز الفوسفين الذي يسمى علمياً (فوسفيد النيتروجين)، شديد السميّة، حيث يتفاعل بعد دخوله إلى جسم الإنسان مع عصارة المعدة، وينتج عنه غاز سام، يتسبب في إتلاف الكبد وباقي أجهزة الجسم”.
وأشار في حديثه إلينا، أن غاز الفوسفين يقوم بإيقاف جميع أجهزة الجسم ومعظم الحالات تنتهي بالوفاة، بسبب عدم وجود ترياق له أو دواء فعال، لذلك أطلق عليه “القاتل الصامت” لقدرته على إتلاف أجهزة الجسم دون وجود أي أعراض سريرية واضحة له، كما أن الحبة تعطي مفعولها بكميات قليلة جداً إذ يمكن أن تتفاعل مع الماء وتطلق “غاز الفوسفين” شديد السمية الذي يؤدي إلى الموت مؤكداً أن 500 ملغ منه وهي كمية صغيرة جداً كفيلة بقتل أي إنسان فور تناوله”.
وتعد حبة الغاز أرخص وأسرع وسيلة للانتحار حسب ما يشاع عنه، هذا ما أكده الصيدلاني “مال الطويل” في حديثه إلينا، وقال: إن “وجود المادة في محلات السمانة والصيدليات وعدم وجود ضوابط لبيعها في المنطقة، ورخص ثمنها، سهلت الحصول عليها تناولها من قبل الأشخاص”.
وأضاف أن هناك بيان من مديرية الصحة بعدم حيازة هذه المادة إلا للصيدلي الزراعي وأن لاتباع إلا لشخص بالغ عاقل، ولكنها غير مجدية، كونها لم تطبق بشكل فعلي مع عقوبة رادعة، وأكد على ضرورة القيام بحملة واسعة على محلات السمانة ومخالفة أي محل يبيع منها و اقتصار وجودها على الصيدليات الزراعية ولشخص بالغ عاقل فقط
وفي في تقرير سابق أكدت المرشدة النفسية “نجاح بالوش” في حديثها إلينا أن “علينا الوقاية من الانتحار عن طريق رفع مستوى التوعية والانتباه لأقوال وتصرفات الأشخاص ومساعدتهم في تخطي ضغوطاتهم النفسية، كي نساهم في تجنب دخول الشخص في أفكار وخطط انتحارية، لأن وصول الشخص لمرحلة اليأس والاكتئاب وأقصى حالات الضعف النفسي تؤدي إلى التفكير بالانتحار، ظناً منهم أنها الوسيلة الوحيدة للتخلص من تلك الضغوط وإنهاء معاناتهم”.
وأضافت أن في هذا المرحلة يجب على ذوي الشخص الذهاب إلى طبيب نفسي مختص لمعالجة المرض والعدول عن فكرة الانتحار، أو زيارة أقسام الصحة النفسية المتوفرة في كثير من المشافي.
وفي الخامس من شهر شباط الحالي، أصدرت وزارة الزراعة والري في حكومة الإنقاذ العاملة في منطقة إدلب، قرارا يقضي بمنع بيع حبة غاز الفوسفين إلا المزارعين بعد إحضار كتاب رسمي موقع من الدوائر الزراعية المنتشرة في المنطقة، للحد من انتشار ووجود المادة بين متناول الجميع ولاسيما الأطفال والمراهقين.