نفذت الميليشيات الإيرانية وبالتعاون مع قوات أمن النظام السوري، حملة اعتقالات طالت عدداً كبير من العناصر السوريين المنتسبين لتلك الميليشيات في مناطق متفرقة من دير الزور الخاضعة لسيطرتها.
وحسب الأخبار الواردة من المنطقة فقد اعتقلت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني والمخابرات العسكرية التابعة للنظام منذ أيام نحو 100 عنصر من السوريين العاملين مع الفصائل الإيرانية.
وأرجع سكان المنطقة سبب الاعتقالات إلى الاشتباه بهؤلاء المعتقلين بتسريب معلومات لقوات التحالف الدولي لاستهداف المواقع الإيرانية في دير الزور وريفها.
وأشار أبناء المنطقة إلى أن حملة الاعتقالات بدأت بعد شن قوات التحالف الدولي غارات استهدفت مقرات ومستودعات الفصائل الإيرانية بدير الزور رداً على مقتل جنودها في الأردن.
وتشهد منطقة دير الزور الخاضعة لسيطرة الميليشيات وقوات النظام حالة من التوتر الأمني منذ أيام، إضافة إلى تشديد الإجراءات الأمنية خوفاً من تسريب معلومات حول التحركات الإيرانية.
كما بدأت قوات النظام السوري بتسيير دوريات تعمل على إيقاف المدنيين وتفتيشهم بشكل عشوائي، حسب الأهالي.
وحول ذلك، قال الحقوقي والمحلل السياسي عبد الناصر حوشان لمنصة SY24، إن “هذه الاعتقالات تأتي في سياق الخوف الذي تعانيه الميليشيات الإيرانية من استهدافها من قبل الأمريكان، وقد يتم اتهام من تم اعتقاله بالتجسس أو التعامل مع الأمريكان”.
وأضاف أن الميليشيات الإيرانية لا تثق بالعناصر المحليين من أبناء المنطقة مهما كانوا أوفياء لهم، حسب تعبيره.
وعن مصير من تم اعتقاله، أوضح حوشان أنه “سيتم التحقيق معهم وربما يلبسون بعضا منهم التهم وقتلهم لإخافة وترهيب البقية، مستبعدا في ذات الوقت حدوث أي انشقاقات أو عمليات فرار من صفوف الميليشيات لأن كل من يعمل معهم هو مرتزق”.
ومنذ عدة أسابيع تعمل الميليشيات الإيرانية والمجموعات التابعة لها على استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة الشرقية، بالمقابل تعمل قوات التحالف الدولي على ضرب مواقع للميليشيات الإيرانية في مناطق متفرقة من سوريا، الأمر الذي تسبب بخسائر فادحة في صفوف تلك الميليشيات.
يذكر أن الميليشيات الإيرانية والشيعية المتواجدة مدينة ديرالزور والريف المحيط بها عمدت، خلال الآونة الأخيرة، إلى رفع أعلام النظام فوق بعض مقراتها، وذلك لتجنب أي هجمات جوية قد تشنها طائرات التحالف الدولي ضدها في المنطقة.
