لا تزال ظاهرة الأخطاء الطبية تُثير القلق في مناطق سيطرة النظام السوري، حيث تُواصل حصد الأرواح والتسبب بعاهات مستديمة للآخرين، وآخر هذه الحوادث وفاة امرأة في دمشق نتيجة خطأ طبي “فادح”.
في التفاصيل، وثقت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية وفاة امرأة من أهالي مخيم جرمانا بعد تعرضها لخطأ طبي في مستشفى المجتهد الحكومي في العاصمة دمشق.
وأوضحت المجموعة أنه تم إحضار المرأة إلى المستشفى من قبل عائلتها بسبب حالة إقياء كانت تعاني منها، وخلال خضوعها للفحوصات الطبية تلقت جرعة ديكلون غير مناسبة، مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية ووفاتها لاحقًا.
ووصفت المجموعة الحادث بـ “المأساوي”، مشيرة إلى أنه يثير تساؤلات جادة حول مستوى الرعاية الصحية في المستشفيات التابعة للنظام السوري، خاصةً مع تكرار حوادث الأخطاء الطبية في مستشفى المجتهد بشكل خاص.
وأكدت المجموعة أنه في وقت سابق، تم توثيق حالات مشابهة تعرض لها لاجئون فلسطينيون في نفس المستشفى، مما يدل على الحاجة الملحة لتحسين معايير الجودة والسلامة الطبية في مستشفيات النظام، وضمان توفير الرعاية الصحية اللازمة للمرضى بأمان ونزاهة.
وعبّرت عائلة الضحية عن غضبها الشديد من هذا الحادث، وطالبت بفتح تحقيق شامل لمعرفة ملابسات ما حدث ومحاسبة المسؤولين عن هذا الخطأ الفادح، حسب المجموعة الحقوقية.
وحول ذلك، قالت الناشطة في مجال المناصرة وحقوق الإنسان إيمان ظريفة لمنصة SY24، إن “المستشفيات باتت مسالخ حقيقية لدرجة أن المواطن السوري يحسب ألف حساب إذا دخل مستشفى حكومي خوفًا من الفوضى وقلة العناية الطبية وقلة الخبرة، مع عدم القدرة على دخول المستشفيات الخاصة، فالموت بات يحوم حول كل من يدخل إلى المستشفيات العامة حتى لو بأدنى مرض بسبب عدم وجود مقومات الصحة الأساسية الواجب توفرها في كل مستشفى”.
ولا تُعدّ هذه الحادثة الأولى من نوعها، حيث تتكرر الأخطاء الطبية في مناطق سيطرة النظام السوري بشكلٍ ملحوظ، ويعود ذلك إلى عدة عوامل، أهمها: نقص الكوادر الطبية المؤهلة، سوء البنية التحتية للمستشفيات، وغياب الرقابة والمحاسبة.
وأواخر العام الماضي، برر نقيب الأطباء أن الأخطاء الطبية في سوريا مازالت ضمن النسب العالمية، دون أن يذكر إحصائيات عن الموضوع، وأشار إلى أن الأخطاء الطبية موجودة في كل دول العالم، حسب ما نشرت منصة SY24.
وقبل فترة، رصدت منصة SY24 عدة حالات أدّت إلى وفاة مرضى في مستشفيات دمشق، سببها الأخطاء الطبية، في مؤشر خطير لازدياد هذه الحوادث التي باتت تهدد حياة المرضى، دون رقيب أو حسيب على تلك المستشفيات.