مع تزايد عمليات ترحيل السوريين من دول أخرى، كشف تقرير مكتب “حقوق الإنسان” التابع للأمم المتحدة عن تعرض اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب لانتهاكات جسيمة مثل التعذيب والخطف أثناء عودتهم إلى سوريا، مشيراً إلى أن النساء العائدات تعرضن للتحرش الجنسي وأعمال عنف.
وحسب ما اطلعت عليه منصة SY24 فإن هذه التقارير توضح حقيقة الظروف العامة في سوريا التي لا تسمح بعودة آمنة وكريمة ومستدامة للاجئين السوريين، وتفضح معاناة العائدين لا سيما النساء، حسب ما أكدته المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان “إليزابيث ثروسل” في مؤتمر صحفي بجنيف يوم الثلاثاء.
وعليه فقد وثّق التقرير عدة انتهاكات وتجاوزات ارتكبتها حكومة النظام و سلطات الأمر الواقع الأخرى في جميع أنحاء البلاد، أبرزها الاحتجاز التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة والعنف الجنسي المبني على النوع الاجتماعي إضافة إلى الإخفاء القسري والاختطاف.
وأكدت شهادات نساء عُدْن إلى سوريا حديثاً هذه الممارسات، حيث تعرضنّ لمضايقات وضغوط لتقديم خدمات جنسية لمسؤولين أمنيين من أجل الحصول على وثائق مدنية، إذ قد تضطر النساء هذه الأيام للقيام بكل شيء من أجل استمرار حياتهن، خاصة إذا لم يكن لديهن مال، فغالبا ما يتعرضن لاستغلال جنسي، حسب ما أكدته سيدة من الغوطة الشرقية عادت إلى سوريا حديثاً.
ليس هذا فحسب، بل كشف التقرير عن ظاهرة خطيرة وهي الوصمة الاجتماعية التي تلاحق النساء المحتجزات على افتراض أنهن قد تعرضهن لاغتصاب أو اعتداء جنسي، حتى لو لم يحدث ذلك، ما قد يؤثر على حياتهن الأسرية، مؤكداً أن هناك بعض الحالات لنساء طلقهن أزواجهن وتبرأت منهن عائلاتهن.
وذكر التقرير أن العائدين إلى سوريا معرضون لهذه المخاطر أكثر من غيرهم، فضلاً عن إمكانية تعرضهم انتهاكات أخرى مثل انتزاع أموالهم وممتلكاتهم ومصادرة أوراقهم الثبوتية وبطاقات الهوية، مشيراً إلى أن عدد من اللاجئين السوريين اتخذوا قرار العودة بسبب الصعوبات الاقتصادية والتجاوزات والمشاعر المناهضة للاجئين التي يواجهونها في الدول التي انتقلوا إليها.