شهدت مناطق شرق دير الزور في سوريا خلال الأيام القلية الماضية، ازديادًا ملحوظًا في عمليات سرقة وتعفيش كابلات التوتر العالي، مما أدى إلى انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي.
ووجّه سكان المنطقة بأصابع الاتهام إلى قوات أمن النظام التي تدعم عصابات السرقة بالوقوف وراء تلك العمليات، في سياسة ممنهجة للتضييق خدميا واقتصاديا على السكان، وفق تعبيرهم.
وحسب الأنباء الآتية من مناطق بريف دير الزور الشرقي والتي تخضع لسيطرة الميليشيات الإيرانية وقوات النظام، قام أفراد عصابة يستخدمون دراجات نارية بسرقة خطوط كهرباء التوتر العالي في بادية ريف الميادين، حيث استهدفت العصابة خطين رئيسيين: خط 400 ك.ف الذي يربط سوريا بالعراق، والذي يمتد من معمل مسبق الصنع باتجاه مدينة موحسن، وخط 230 ك.ف الذي يمتد بين التيم ومحطة الدوير.
وأكد سكان المنطقة أن العصابة تتكون من أكثر من خمسة أشخاص يستخدمون دراجات نارية وأحياناً آلية كبيرة، لنقل كميات كبيرة من الأسلاك المسروقة، لافتين إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق وأن تعرضت خطوط الكهرباء في المنطقة للسرقة، مما أدى إلى انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي.
وأعرب كثيرون من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري عن استغرابهم من وقوع عملية السرقة وخصوصا في بادية الميادين، لافتين إلى أن المنطقة تشهد انتشارا ملحوظا لحواجز قوات النظام وميليشياته.
وتساءل البعض الآخر في ذات السياق قائلاً “كيف تمت عمليات السرقة وحواجز قوات النظام تمنع مرور أي شيء دون تفتيشه؟”، مضيفين “من هي الجهة التي سوف تشتري الكابلات وكيف ستخرج من المنطقة أصلا في حين أن المواطن لا يستطيع إخراج لتر مازوت واحد أو أي نوع من المواد الغذائية؟”.
وأشاروا إلى أن هذه السرقات وعمليات التعفيش تفاقم من الأوضاع المعيشية المتردية أصلاً في المنطقة، وتؤدي إلى تأثر الخدمات الأساسية مثل المستشفيات والمدارس، إضافة إلى زيادة الأعباء المالية على المواطنين.
وتعكس عملية تعفيش كابلات التوتر العالي شرقي دير الزور السورية حالة الفوضى والانفلات الأمني التي تعاني منها البلاد، كما تؤكد على الحاجة إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال التي تضر بمصالح المدنيين، بحسب عدد من أبناء المنطقة.
وقبل أيام، أفاد عدد من سكان المدينة بأن بعض الأحياء ما تزال تعاني من تراكم الأنقاض وسط غياب أي دور للجهات الخدمية عن إزالتها وترحيلها إلى أماكن أخرى والعمل على تزويدها بالخدمات اللازمة، معتبرين أن النظام يتعمد حرمان الأهالي من الخدمات كأداة لإجبارهم على بيع منازلهم.
وبيّن أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، أن المناطق الخاضعة للنظام وميليشياته يعاني سكانها من الحرمان من الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والطرقات، وذلك بهدف إجبارهم على بيع منازلهم بأسعار زهيدة للمكاتب العقارية التي تسيطر عليها الميليشيات.
الجدير ذكره، أن أهالي دير الزور يطالبون النظام وأذرعه في المنطقة بتحسين الخدمات بشكل عاجل، مؤكدين على أنهم لم يعودوا قادرين على تحمل المزيد من المعاناة، ويُطالبون أيضًا بمحاسبة المسؤولين عن الفساد وسوء الإدارة.