شكا القاطنون في مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة النظام وميليشياته من سوء الخدمات في مستشفى الفرات العام، لافتين إلى أنه بحالة يرثى لها، وفق وصفهم.
وتعالت أصوات أبناء دير الزور مطالبة الجهات المسؤولة بتنفيذ جولات رقابية على عمل المستشفى، لافتين في ذات الوقت إلى النقص الحاد في الكوادر الطبية في مستشفى الفرات مما يهدد حياة المرضى.
ونقل أبناء المدينة عن أحد المرضى الذي أكد على عدم وجود طبيب مختص في المستشفى من الساعة 12 ليلاً حتى الساعة 8 صباحاً، مضيفا أن طبيبًا مختصًا لم يحضر خلال الأسبوع الماضي، مما أدى إلى وفاة ثلاث حالات إسعافيه بسبب عدم وجود طبيب مختص لإجراء التشخيص اللازم.
وذكر المريض إلى أن الممرضين هم من يتولون إدارة المستشفى خلال الليل، بينما الطبيب المناوب المقيم يرفض تشخيص الحالات ويحيلها إلى الطبيب المناوب القادم من الرقة والذي يصل في الساعة 12 ظهرًا، حسب تعبيره.
وأنذر كثيرون من خطورة هذا الوضع، محذرين من أن أرواح الناس ليست لعبة، وأن الممرضين على الرغم من جهودهم لا يمكنهم تعويض نقص الأطباء.
واشتكى مرضى آخرون من نقص الأدوية في المستشفى، حيث لا يتم توفير حتى السيروم الملحي مما يضطرهم لشرائه من الخارج.
وأعرب عدد من سكان دير الزور عن استغرابهم من صمت الجهات المختصة عما يجري في المستشفى من تجاوزات، وسط غياب أي تفاعل مع الشكاوى التي يتم رفعها لمديرية الصحة في المنطقة.
ونبّهوا إلى ظاهرة خطيرة في مستشفى الفرات، حيث يتواطأ جميع الموظفين من المدير إلى أصغر عامل في سرقة المواد الطبية وبيعها للصيدليات المجاورة، مشيرين إلى أن هذا الفساد المستشري يهدد حياة المرضى ويضعهم في خطر داهم، وفق كلامهم.
وعبّر البعض الآخر من سكان المدينة عن سخطهم من الواقع المتردي في المستشفى بالقول “لا يمكن وصف هذا المكان بالمستشفى، بل هو أقرب إلى مذبحة، فالمرضى يتكدسون في غرف متهالكة بينما الطبيب لا يكلف نفسه عناء البقاء أكثر من ساعة أو اثنتين، وينتقل بعدها إلى عيادته الخاصة تاركاً مرضى المستشفى يعانون دون رعاية.. لا شيء هنا سوى الضحك على حساب الدولة واستغلال المرضى”.
وتأسس مستشفى الفرات الميداني في دير الزور عام 2017 لخدمة مصابي الميليشيات الإيراني، ومع حلول منتصف عام 2018، فتح أبوابه للمدنيين مجاناً، لكن في العام 2020، طرأ تغيير على سياسة المستشفى، حيث فرضت رسوماً على المدنيين وباتت الأولوية لعناصر الميليشيات وعائلاتهم في تلقي الخدمات الطبية.
يشار إلى أن قوات النظام تعمدت تدمير جميع المستشفيات العامة والخاصة في مدينة دير الزور، باستثناء مستشفى الأسد الذي كانت تسيطر عليه، وذلك بفعل الهجمات التي قامت بها الطائرات الحربية والقصف المستمر من قبل المدفعية بين عامي 2011 و 2017، بالإضافة إلى قيامه بقتل واعتقال عدد كبير من الأطباء والممرضين وأعضاء القطاع الصحي بتهم مختلفة.