في سلسلة انتهاكات مستمرة يمارسها النظام ضد الأهالي في ريف دمشق، أمهلت قواته عدداً من الأهالي في مدينة “حرستا” بضرورة إخلاء منازلهم خلال اليومين الماضيين، وبشكل سريع بحجة أنها مهددة للانهيار في أي وقت حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
وقال: إن “يوم أمس قام عدد من موظفي محافظة ريف دمشق بجولة على منازل للأهالي في حي السيل داخل المدينة المحاذي للأوتوستراد الدولي، وأخبرهم بضرورة إخلاء منازلهم خلال مدة لا تتجاوز 72 ساعة”.
وأضاف أن الموظفين قاموا بإبلاغ قرابة 15 منزل بالإخلاء تحت طائلة المخالفة والمساءلة في حال لم يلتزموا بتنفيذ الأوامر قبل انتهاء المهلة المحددة.
على خلفية ذلك توجه عدد من أبناء المدينة إلى مجلس محافظة ريف دمشق للاعتراض على عملية الإخلاء مطالبين إياهم بتأمين منازل بديلة عوضاً عن منازلهم، إلا أنهم رفضوا تحمل أي مسؤولية تجاه هذا الأمر.
للحديث أكثر عن الموضوع التقى مراسل SY24 “أبو سليم” أحد أبناء مدينة حرستا وهو من ضمن الذين أُبلغوا بقرار الإخلاء، إذ قال لنا: إن “منزله يقع داخل بناء سكني تعرض لقصف سابق بالطيران والصواريخ من قبل النظام، ولكنه لا يشكل أي خطر على ساكنيه وتم الكشف عنه من قبل عدة فرق هندسية وأكدوا سابقاً أن البناء سليم وغير مهدد بالانهيار”.
وأكد “أبو سليم” أن قرار الهدم جاء من قبل استخبارات النظام كعملية تهجير داخلي للمدنيين وخاصة في المنطقة القريبة من الأوتوستراد الدولي والاستيلاء عليها بحجة أن منازلهم آيلة للسقوط لإكمال عملياتهم الأمنية داخل المنطقة.
وأضاف أن غالبية سكان هذه المنطقة أوضاعهم المعيشية والاقتصادية سيئة للغاية، ولا يوجد مكان بديل عن منازلهم وسط غلاء الإيجارات العقارية، حيث سكن بعضهم اضطراراً في المنازل دون ترميمها للهروب من الإيجارات.
بدوره أكد المراسل حسب قول الأهالي أن النظام يهدف إلى تهجير المدنيين من بعض مناطق ريف دمشق والغوطة الشرقية أيضاً لاستقدام عوائل شيعية للسكن فيها واستكمال مشروعهم الطائفي بالتنسيق مع الميليشيات الإيرانية .
إذ يوجد مئات المنازل المدمرة بفعل القصف والمهددة بالسقوط فعلآً في مناطق متفرقة بعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان مع ذلك يتجاهلها النظام.
من الجدير بالذكر أن انتهاكات قوات النظام وسلب الناس أموالهم وممتلكاتهم، وملاحقتهم على لقمة عيشهم، هي سياسة متبعة منذ السنوات الأولى عقب سيطرتهم على المناطق وتهجير أصحابها منها، واعتقال عدد كبير أيضاً، حيث رصدت منصة SY24 في تقاريرها السابقة حالات كثيرة مشابهة وفي مناطق متعددة، والتي تزداد يوماً بعد يوم، في ظل التضييق الأمني الذي تشهده معظم بلدات ومدن دمشق وريفها.