يشتكي سكان مدينة الرقة شرق سوريا من كثافة الغبار في المدينة وتأثيره السلبي على صحتهم، لافتين إلى أن شوارع المدينة تُغطّى بطبقة كثيفة من الغبار خاصةً في فصل الصيف، مما يُسبب لهم حالات من الحساسية والربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.
وأفاد عدد من أبناء المدينة أن الرقة تتميز بمناخها الجاف وشمسها الحارقة، مما يُساهم في جفاف التربة وتطاير الغبار، يضاف إلى ذلك أن الرقة تُعاني من نقص في المساحات الخضراء التي تُساعد على امتصاص الغبار وتحسين نوعية الهواء.
وأرجع كثيرون السبب الرئيسي في كثافة الغبار في شوارع المدينة إلى أعمال البناء وأعمال صيانة الطرق والحفريات من قبل الجهات المسؤولة، مشيرين إلى أن هذه المشكلة الخدمية مرتبطة بنظافة الشوارع وإصلاحها سواء بتزفيت الشوارع وإعمار وترميم الأرصفة في شوارع المدينة.
ورأى البعض الآخر من السكان أنه “لو كل منزل ومحل زَرَع شجرة لانتهى موضوع الغبار والأتربة، ونَعِمَتْ المدينة بالهواء النقي والرطوبة في الصيف، واكتست حلةً جميلة تُضفي عليها رونقا خاصًا”.
وأضافوا أنه يجب رشّ الشوارع بالماء يوميًا خاصةً في الأجواء الصافية، وذلك بالإضافة إلى أمور أخرى مهمة مثل زراعة الأشجار وزيادة المساحات الخضراء، حيث يقع على عاتق الأهالي دور هام أيضا في الحفاظ على نظافة كل حي، وذلك من خلال تنظيف محيط بيوتهم قبل الشوارع.
وأكدوا على أنه من الضروري أيضًا تزفيت الطرقات، لأن الغبار يتصاعد من الأتربة الموجودة على الأسطح غير المزفّتة، معتبرين أن كثرة أعمال البناء دورًا كبيرًا في زيادة كثافة الغبار، وذلك بسبب نقل الأتربة لأعمال البناء والردم.
ولفت عدد آخر من السكان إلى أن المعاناة لا تقتصر على شارع أو شارعين في المدينة، بل جميع الشوارع تعاني من الغبار في الصيف والأوحال في فصل الشتاء، مطالبين الجهات المختصة بالتحرك وتلبية شكاوى المواطنين في الرقة وغيرها من المناطق شرق سوريا.
وذكروا أن الغبار الكثيف في الرقة يسبب العديد من التأثيرات السلبية على صحة السكان، منها: أمراض الجهاز التنفسي، أمراض العيون مما يُؤدي إلى احمرارها وحكة فيها، إضافة إلى أن الغبار يسبب جفافًا في البشرة مما يُؤدي إلى ظهور الحبوب والتهابات جلدية.
وتتعالى أصوات سكان الرقة مطالبة البلديات باتخاذ خطوات للحد من ظاهرة الغبار في المدينة، منها: زيادة المساحات الخضراء، رشّ الشوارع بالمياه.
الجدير ذكره وبحسب سكان المدينة، فإن الشوارع الرئيسية والفرعية في الرقة ما زالت تعاني من غياب النظافة ومن انتشار الحفر، كما أن الأنقاض الناتجة عن الحرب لا تزال موجودة في بعض المناطق.
ويُجمع الأهالي على أن الرقة كلها منسية خدمياً ولا يتوقف الأمر عند الشوارع المتضررة فقط، بل يتعداها إلى أزمات تتفاقم بشكل يومي وعلى رأسها المحروقات.