ركود شبه تام تشهده أسواق مدن وبلدات الشمال السوري قبيل شهر رمضان، وارتفاع ملحوظ بأسعار المواد الغذائية والخضار واللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء، ما أثقل كاهل غالبية الأسر ولاسيما الفقراء وذوي الدخل المحدود وعمال المياومة، وجعلهم يعجزون عن تأمين لقمة عيشهم.
مراسلتنا جالت في الأسواق ورصدت ارتفاع الأسعار خلال الأيام القليلة الماضية، حيث وصل سعر كيلو لحم الغنم إلى 360 ليرة تركي، بينما تضاعفت أسعار لحم الفروج بشكل غير مسبوق ووصل سعر كيلو الشرحات (الصدر) 120 ليرة بفارق قرابة 40 ليرة على الكيلو الواحد قبل الارتفاع الأخير منذ أسبوع تقريباً.
كذلك الحال بالنسبة للخضار والفواكه حيث وصل سعر كيلو البندورة 20 ليرة والبطاطا 13 والباذنجان 20 ليرة والتفاح 25 ليرة تركية والبرتقال 17.
ووفق التقديرات والإحصائيات الأخيرة، فإن تكلفة معيشة أسرة سورية مكوّنة من خمسة أفراد بالغين تحتاج قرابة 400 دولار في الشهر الواحد بالحد الأدنى، هذا دون تكاليف الرفاهيات والكماليات، والمصاريف المدرسية أو الجامعية، وتكاليف زيارة الأطباء العامة وأطباء الأسنان وغيرها.
يقول عدد من الأهالي تحدثنا إليهم: إن “الغلاء الفاحش مؤخراً وارتفاع الأسعار بهذا الشكل زاد من سوء وضعهم المعيشي وجعلهم يسعون وراء رغيف الخبز ووجبة الطعام في ظل شح المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة”.
“أبو عمير الحمصي” واحد منهم، يعمل على بسطة لبيع الخضار في أحد شوارع مدينة إدلب، يصف الوضع الذي وصل إليه السكان بالمحزن جداً، يقول”مالسا غير نشحد، العالم استوت من الجوع والفقر.. الغلا هلك الناس”!!، في إشارة منه إلى تفاقم الغلاء وصعوبة تأمين مستلزمات الحياة المعيشية في إدلب.
يخبرنا أنه منذ شهر لم يدخل اللحم إلى منزله، وما يجنيه من عمله على بسطة الخضار لا يكفيه ثمن خبز ومواد تدفئة لعائلته، وهذا حال غالبية السكان في المنطقة، ناهيك عن الضرائب التي تفرضها حكومة الإنقاذ العاملة في المنطقة، على الأهالي دون مراعاة لسوء الوضع المعيشي لهم.
وأكد ناشطون أن حكومة الإنقاذ تتحمل مسؤولية سوء الوضع الحالي، بسبب الضرائب التي تفرضها على الأهالي، وتحكم التجار المقربين من هيئة تحرير الشام بأسعار بمعظم السلع الأساسية في الأسواق، واحتكار بعض المواد ورفع أسعارها، وجعلها خارج متناول الطبقة الفقيرة وغالبيتهم من النازحين والمهجرين الذين خسرو أملاكهم أعمالهم ومصادر رزقهم في مناطقهم الأصلية.
على خلفية ذلك تتعالى الأصوات في جميع المناطق منددة بالواقع الاقتصادي والمعيشي المتردي ظل الأزمات التي تتفاقم يوما بعد يوم، مشيرة إلى أن تكلفة المعيشة للأسرة الواحدة في سوريا أصبحت من أعلى التكاليف في العالم، وسط تخفيض في المساعدات الإنسانية والإغاثية مؤخراً مايندز بكارثة قريبة تهدد الأهالي ولاسيما النازحين.
وساهمت قرارات حكومة الإنقاذ بزيادة معاناة السكان في الشمال السوري فضلاً عن تشديد القبضة الأمنية عليهم وزج عدد كبير منهم في السجون بسبب انتقادهم قرارات حكومة الأمر الواقع، ما جعل الشمال السوري في حالة غليان شعبي عبروا عنه في مظاهرات كبيرة خرجت في الساحات العامة يوم أمس ومن المتوقع استمرار الاحتجاجات الشعبية خلال الأيام القادمة.