حذّرت تقارير غربية متطابقة من قدرة تنظيم داعش على التكيف مع الظروف المتطورة، لافتة إلى أنها تشكل تحديًا مستمرًا للاستقرار والأمن وخاصة شرق سوريا.
وأوضحت التقارير أنه على الرغم من مواجهة الانتكاسات العسكرية والتنازلات الإقليمية بسبب الهجمات التي تشنها فصائل مختلفة، لا يزال داعش نشطًا في سوريا.
ونبّهت إلى أن داعش يعمل كقوة متمردة وينفذ هجمات حرب العصابات، مشيرة إلى أنه لا يزال يشكل تهديداً أمنياً، ويستغل الفراغ في الحكم للحفاظ على وجوده وتجنيد الموالين له.
وبيّنت أن الجهود الرامية إلى القضاء على داعش بشكل كامل في سوريا لا تزال مستمرة، إلا أن مرونة المجموعة وقدرتها على التكيف مع الظروف المتطورة تشكل تحديًا مستمرًا للاستقرار والأمن.
وفي هذا الجانب، قال الباحث السياسي والعسكري رشيد حوراني لمنصة SY24، إن “استمرار وجود داعش يشكل تهديدا للاستقرار الذي يعتبر أهم عوامل التنمية، وغياب الأمن يمنع إقامة المشاريع الاستثمارية التي من شأنها إيصال رسائل داخلية وخارجية على أن دورة الحياة عادت الى طبيعتها”.
وتابع “بالمقابل أيضا فإن استمرار داعش يشكل عامل إحجام أمام الجهات المانحة التي تعمل في مجال تنمية المجتمعات بعد النزاعات”.
ورأى أن “داعش يعمل على استثمار الموارد المتواجدة في المنطقة كهجماته التي نفذها على منابع النفط، أو محاولاته إرسال رسائل رعب عن طريق قتله للمزارعين الذين يعملون بجمع الكمأة أو اقتسام ما يجنونه معهم”.
من جهته، ألمح المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، حسب التقارير الغربية، إلى مؤشرات على تجدد الاعتداءات الفردية والجماعية للتنظيم، لافتاً إلى قدرة داعش المستمرة على ارتكاب أعمال إرهابية، مما يشير إلى عودة الظهور، خاصة وأن أكثر من 10000 من مقاتلي داعش يعملون سراً داخل سوريا، وفق تقديراته.
ووسط كل ذلك ما تزال الأحداث الميدانية الدائرة في البادية السورية تتصدر الواجهة، إذ يعمل داعش على شن الهجمات انطلاقا من ريف حمص الشرقي ووصولا إلى البوادي في أرياف دير الزور والرقة والحسكة.
وذكرت التقارير أنه منذ بداية العام الجاري شن التنظيم نحو 50 هجومًا منفصلاً في المناطق الصحراوية، واستخدم الكمائن والهجمات المسلحة والتفجيرات في غرب الفرات ودير الزور والرقة وحمص، على الرغم من استمرار سلاح الجو الروسي بملاحقة التنظيم وخلاياه إضافة إلى حملات التمشيط لقوات النظام السوري وميليشياته في البادية السورية.