أثار قرار مجلس مدينة دير الزور التابع للنظام السوري بنقل قبور الموتى من حديقة المشتل لتأهيلها، غضب الأهالي في المدينة.
وادعى مجلس المدينة في قراره، أنه نظراً لإجراء أعمال التأهيل لحديقة المشتل قامت دائرة الشؤون الصحية في مجلس مدينة ديرالزور (مكتب دفن الموتى) بنقل رفات الموتى من الحديقة المذكورة إلى مقابر خاصة لمجلس مدينة ديرالزور.
ودعا المجلس كافة الأهالي ممن يوجد لذويهم قبور ضمن الحديقة إلى ضرورة نقل جثامين ذويهم.
وأوضح المجلس أن عملية نقل القبور من الحديقة ستتم على نفقته وفي حال تخلف الأهل عن التواجد ستقوم دائرة الصحية بنقل الرفات دون الرجوع إلى الأهل.
وأثار القرار غضب الأهالي الذين عبّروا عن ذلك بالقول “حتى الميت لا يرتاح من قراراتكم التافهة”، في حين ردّ آخرون على القرار بالقول “اتركوا الموتى مرتاحون في قبورهم”.
وتابع البعض الآخر من الغاضبين من هذا القرار بالقول “حتى الميت لم يسلم منكم، اذهبوا واهتموا بالأمور الخدمية الأخرى التي يطالب بها السكان”.
وتعالت أصوات كثيرين لمطالبة مجلس المدينة بالتراجع عن القرار وإيجاد حلول أخرى لتأهيل الحديقة دون المساس بقبور موتاهم، بحسب تعبيرهم.
وأكد كثيرون رفضهم لهذا القرار وإقدام مجلس المدينة على إخراج رفات الموتى من القبور، مطالبين المجلس بمراعاة شعور أهالي المتوفين وعدم نشر الصور التي تدل على قيامهم بهذا الإجراء، وفق كلامهم.
يذكر أنه في العام 2019، تحدثت عدد من أبناء دير الزور عن انتقام النظام وميليشياته من الأهالي بإحراق “مقبرة الشهداء” أو مقبرة المشتل، الأمر الذي زاد من غضب أبناء دير الزور داخل المدينة وخارجها.
يذكر أنه مطلع العام الماضي، أصدر مجلس بلدية مدينة ديرالزور قراراً يقضي بنقل جثامين الموتى من حدائق حيي الحميدية والعمال باتجاه مقابر المدينة في منطقة الجبل خلال مدة لا تتجاوز الأسبوع الواحد، وذلك بغرض إعادة تأهيل هذه الحدائق وإفراغ الأحياء السكنية من المقابر العشوائية المنتشرة فيها وخاصةً تلك المكتظة بالسكان.
وشمل قرار نقل الجثامين حينها، بحسب مراسلنا في دير الزور، المقابر الموجودة في حديقتي سدرة المنتهى والروضة في حي العمال الذي كان يقع تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية ومن بعدها تنظيم داعش، والمليئة بجثث المدنيين الذي قضوا بفعل القصف والغارات الجوية التي شنتها قوات النظام والطائرات الحربية الروسية على المدينة بين عامي 2012 و 2017.