تتصدر زينة رمضان هذا الموسم واجهة محلات تجارية في أسواق مدينة إدلب، معلنة الفرحة بقدوم الشهر الفضيل، إذ تنشط صناعة وبيع مواد الزينة كأحد طقوس استقبال شهر الصوم، باعتبارها عادة قديمة متوارثة في معظم الدول الإسلامية، إلا أنها حظيت بانتشار معقول هذا العام في الشمال السوري.
كما وفرت صناعة الزينة الرمضانية في المنزل فرصة عمل موسمية لعدد من النساء اللواتي يبدعن في صنع الفنون اليدوية ومنها قطع الزينة المخصصة للمناسبات والأفراح والأعياد، “أم نور الشام” 29 عاماً، واحدة منهن، تمكنت من ترك بصمة خاصة بها في مجال صناعة قطع الزينة من منزلها و بأدوات بسيطة حسب قولها.
تخبرنا السيدة المقيمة في مدينة إدلب بعد تهجيرها من حلب، أنها استغلت موهبتها في الفنون اليدوية بصنع وبيع منتجات بسيطة ولكنها معبرة عن مناسبات معينة، ولاقت منتجاتها إقبالاً من قبل الزبائن كونها مصنوعة بإتقان وبأسعار منافسة لسعر السوق، وبلمسة فنية مميزة إذ أن كل قطعة تشغل بحرفية عالية.
فوانيس وأهله ونجوم وعبارات ترحيبية بالشهر الكريم وقصاصات صغيرة مصنوعة بورق ملون ذو إضاءة براقة يعرف باسم ورق (الإيفا)، تصنعها “أم نور” مع اقتراب شهر رمضان وبناء على توصية معينة من زبائنها، بعد أن أصبح العمل جزءاً من يومها لمساعدة عائلتها في تأمين مصدر دخل جيد يعينهم في معيشتهم.
تقول: إنها “تحب هذا النوع من الفنون وتخصص وقتاً من الليل لصنعه بعيداً عن ضجة أطفالها، وهي تعمل بهذا المجال منذ عامين، وينشط عملها في المناسبات الدينية مثل الأعياد وموسم الحج وشهر رمضان، فضلاً عن صنع زينة المواليد الجدد والمناسبات الشخصية مثل الأفراح وأعياد الميلاد.
تغيرت طقوس زينة رمضان عبر الزمن وهي عادة منتشرة في كثير من البلدان الإسلامية، وكانت تقتصر على إضاءة المساجد بالقناديل والفوانيس لاسيما في يوم الجمعة، إلا أنها تطورت وأضيفت لها رموز خاصة بشهر رمضان مثل الهلال وحبال الإضاءة لزيادة البهجة والتعبير عن الفرح، والتي أصبحت مطلوبة من قبل الأهالي وتباع في الأسواق والمحلات التجارية.
اشترت “وسام” 32 عاماً، من أهالي مدينة إدلب، قبل يومين ثلاث قطع من الزينة على شكل هلال خشبي وُضعت فيه إضاءة ملونة، وفوانيس متوسطة الحجم، ومضيف صغير خصص لوضع التمر فيه، تقول إن “هذه التفاصيل الصغيرة تشعرها بالسعادة، خاصة أن أطفالها الصغار رغبوا بشراء الزينة و تحمسوا لاستقبال رمضان بهذه الطريقة”.
تتراوح أسعار قطع الزينة في الأسواق بين 100 ليرة و250 حسب المواد الداخلة فيه تقول وسام إنها اشترت الفوانيس الثلاثة بـ ليرة 130، والهلال بـ 50 هذه الأسعار مختلفة بين محل وآخر.
تعكس مظاهر الزينة نوعاً من الفرح والاستعداد للعبادة في رمضان، يقول عدد من الأهالي تحدثنا إليهم: إن “زينة رمضان رغم بساطتها تعبر عن أجواء روحانية افتقدوها خلال سنوات الحرب الماضية، ويحاولون اليوم البحث عن أي ذكرى تعيد إليهم أجواء العائلة واستقبال الشهر الفضيل”.