مع حلول شهر رمضان المبارك، يزداد اهتمام الأسر السورية بتوفير احتياجاتهم الأساسية لمشاركة فرحة هذا الشهر الفضيل، بالتزامن مع ظروف اقتصادية ومعيشية وأزمات تتفاقم يوما بعد يوم.
البداية من الشمال السوري، حيث تتراوح كلفة وجبة الإفطار بين 200 إلى 300 ليرة تركي بشكل يومي بسبب ارتفاع الأسعار، أما وجبة السحور تبلغ كلفتها التقريبية 150 ليرة تركي، حسب الناشط محمود سليمان أحد القاطنين في الشمال المحرر.
وأوضح أنه بالنسبة للأسعار فهي مرتفعة بشكل غير طبيعي وهذا لا يتناسب مع دخل الفرد: كيلو البندورة 25 ليرة تركي، كيلو الكوسا 45 ليرة تركي، كيلو اللحم 240 ليرة تركية، كيلو التمر بين 50 و70 ليرة تركية ويختلف السعر حسب نوعه، كغ الجبنة 60 ليرة تركي، اللبنة 40 ليرة تركية.
ولفت إلى أن يومية العامل ما بين 100 و150 ليرة تركية، في حين أن الموظفين في المجالس المحلية يتقاضون راتب 2800 ليرة تركية شهريا، أي أن متوسط الرواتب 100 دولار.
وتحدث سليمان عن حركة الأسواق، مبينا أن الحركة فيها شبه طبيعية والناس دائما تستقبل شهر رمضان بشكل طبيعي لأنه ليس لديهم القدرة على الشراء بكميات، أي أن الشراء بشكل يومي فقط.
وفي مدينة الرقة شرق سوريا، تقدر كلفة وجبة الفطور لعائلة تتألف من 4 أشخاص بـ 4 دولار كحد أدنى، في حين تصل كلفة وجبة السحور إلى 3 دولار كحد أدنى، وذلك بعد اللجوء إلى سياسة التقشف، بحسب ما تحدث به لمنصة SY24، عمر الصران عضو إدارة منتدى أقلام رقّيّة.
وأشار إلى أن أسعار الخضار ارتفعت مع إعلان شهر رمضان، إذ وصل سعر كغ البندورة إلى 10 آلاف ليرة سورية، الكوسا 9500 ليرة سورية، الخيار 10 آلاف ليرة سورية، البطاطا 5500 ليرة سورية.
ولفت إلى أن متوسط أجور العامل اليومية في الرقة تصل إلى 50 ألف ليرة سورية، في حين أن أغلب رواتب الموظفين بحدود مليون ليرة سورية، مؤكدا أن “الغلاء جنوني فوق طاقة الشعب”.
وتحدث الصران عن غياب أي دور للمنظمات الداعمة عن مد يد العون للعائلات المحتاجة، باستثناء بعض المبادرات الشعبية والمحلية مثل مبادرة صنائع المعروف ومبادرة زاد الخير.
ونوّه إلى أن الأهالي ورغم التخوف من المصاريف الباهظة لشهر رمضان والأعباء المضاعفة نتيجة غلاء الأسعار، فإنهم يستقبلون شهر رمضان بالتهاني ومحاولة توفير كل احتياجاتهم لهذا الشهر، حسب تعبيره.
ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لأهالي الحسكة شرقي سوريا، إذ أوضح الناشط أبو عبد الله الحسكاوي أن كلفة وجبة الإفطار لا تقل عن 150 إلى 200 ألف ليرة سورية، في حين تصل كلفة وجبة السحور إلى 70 أو 100 ألف ليرة سورية.
وأكد أن موجة الغلاء تطال السلع الغذائية مثل الزيت والسكر، في حين يصل سعر مادة الفروج للكغ إلى 70 ألف ليرة سورية، وكغ مادة التمر 55 ألف ليرة سورية على سبيل المثال.
وعن متوسط الرواتب الشهرية وأجرة العامل اليومية للسكان في المنطقة، أوضح أن متوسط الرواتب في المنظمات جيدة حيث تدفع للعاملين فيها 600 دولار تقريبا وأحيانا 1200 دولار، بينما تبلغ أجرة العامل اليومية تقريبا 25 ألف ليرة سورية، ومتوسط الرواتب الشهرية للموظفين العاديين 150 دولار.
وفي مناطق سيطرة النظام السوري، تحتاج الأسرة السورية خلال رمضان إلى 8 ملايين ليرة سورية دون أن تفكر بالحلويات، حسب مصادر اقتصادية تابعة للنظام.
ووفق المصدر ذاته، فإن كلفة السحور ليوم واحد لعائلة مكونة من خمسة أشخاص تبلغ 100 ألف ليرة سورية، وفق تقديراتها.
وفي جولة على أسعار الخضروات والسلع الغذائية، وصل سعر كغ البندورة إلى 7000 ليرة سورية، الباذنجان 12 ألف ليرة سورية، الكوسا 10 آلاف ليرة سورية، الزهرة 5000 ليرة سورية، الخيار 5000 لير، الملفوف 6000 ليرة، التفاح بين 6 آلاف و12 ألف ليرة سورية، البرتقال 8000 ليرة، الفريز 12 ألف ليرة سورية.
في حين وصل سعر كغ الحليب إلى 7000 ليرة سورية، اللبن 8200 ليرة، اللبنة البلدية 30 ألف، اللبنة المدعبلة 72 ألف ليرة، الجبنة البلدية 44 ألف ليرة، الجبنة الشلل 70 ألف ليرة، البيض سعر الطبق بين 50 و 55 ألف ليرة.
يشار إلى أن سعر صرف الدولار يتراوح، اليوم الإثنين، في أسواق دمشق وحلب بين 14000 ليرة سورية للمبيع، و13850 ليرة سورية للشراء، وفي أسواق إدلب بين 14100 ليرة سورية للمبيع، و14000 ليرة سورية للشراء، وفي أسواق الحسكة بين 14400 ليرة سورية للمبيع، و14300 ليرة سورية للشراء.
ووسط كل ذلك، وعلى الرغم من الظروف المعيشية الصعبة، يُشكل شهر رمضان مناسبةً للفرح والأمل لدى الأهالي في سوريا، حيث يحرصون على مشاركة موائد الإفطار مع العائلة والجيران ويُقيمون العديد من الفعاليات الدينية والثقافية.