تشهد البادية السورية تصاعداً في الهجمات التي تشنّها مجموعات مسلحة مجهولة على مواقع ونقاط عسكرية تابعة لميليشيا الدفاع الوطني، متسببةً بخسائر بشرية ومادية كبيرة.
ويأتي ذلك على الرغم من الدعم والمساندة التي تتلقاها هذه القوات من قوات النظام السوري، وعلى الرغم من المؤازرة والتعزيزات التي ترسلها تلك الميليشيات بين فترة وأخرى، وكان آخرها قبل أيام.
وأمس الثلاثاء، لقي ثلاثة عناصر من ميليشيات الدفاع الوطني مصرعهم وأُصيب آخر، في هجومٍ شنه تنظيم داعش على إحدى نقاطها في بادية التبني بريف دير الزور الغربي.
ومؤخراً، أرسلت مليشيات الدفاع الوطني مؤازرة من ثلاث سيارات مزوّدة برشاشات دوشكا إلى منطقة جبل البشري في البادية السورية.
وفي هذا الصدد، رأى الباحث السياسي رشيد حوراني أن “الخسائر في صفوف الدفاع الوطني تعود إلى أن النظام السوري وكافة القوات الداعمة له لم تعد تحصل بعد مرور 13 عاماً من الحرب على التدريب اللازم الذي يؤهلها لتنفيذ مهامها، إضافة إلى غياب العقيدة لدى العناصر التي تبرر لهم هذا القتال وخروجهم بهدف الكسب المالي فقط، لذلك نرى الخلافات الدائمة على المكاسب بين هذه الميليشيات، يضاف إلى ذلك انكشاف أساليب قتالهم لدى داعش وخبرة داعش بالمنطقة التي تجعلهم صيداً سهلاً لعناصرها”.
وتُشير الأرقام إلى ارتفاع ملحوظ في عدد القتلى والجرحى من عناصر ميليشيات الدفاع الوطني خلال الأشهر الأخيرة، إثر هجمات مباغتة ينفذها مسلحون مجهولون في مختلف أنحاء البادية. وتركزت هذه الهجمات بشكل خاص في محافظات دير الزور والرقة وحمص.
وتُعزى هذه الخسائر إلى عدة عوامل، أهمها: طبيعة التضاريس التي تتميز بها البادية السورية من حيث مساحاتها الشاسعة وطبيعتها الصحراوية الوعرة، مما يصعّب على ميليشيات الدفاع الوطني وغيرها من الميليشيات مهمة تأمينها ومراقبتها بشكل كامل.
ومن العوامل الأخرى افتقار العديد من عناصر ميليشيات الدفاع الوطني إلى الخبرة والتدريب الكافيين للتعامل مع أساليب الكر والفر التي تعتمدها المجموعات المسلحة، يضاف إلى ذلك أنه غالباً ما تفتقر العمليات العسكرية التي تنفذها ميليشيات الدفاع الوطني إلى التنسيق والتعاون مما يجعلها عرضة للهجمات والكمائن.
وقبل أيام أيضاً، دفعت ميليشيا لواء القدس المدعوم من روسيا حاليا وسابقاً من إيران، بعدد كبير من عناصرها إلى منطقة البادية السورية، وذلك بحجة محاربة داعش في المنطقة.
ويبلغ عدد العناصر التي وصلت إلى البادية نحو 7000 عنصر من ميليشيا لواء القدس، مجهزين بأسلحة روسية حديثة (بنادق وتجهيزات) وواقيات من الرصاص.