لقي 20 شخصاً مصرعهم وأصيب آخرون بجروح خطيرة، إثر انفجار لغم أرضي بسيارة كانت تقلهم في بادية الرقة الجنوبية شرق سوريا.
وأكد أبناء المنطقة الشرقية أن هذه الحادثة هي الأعنف من نوعها في بادية الرقة خلال الأشهر الأخيرة، حيث تُشكل الألغام الأرضية المنتشرة في المنطقة تهديداً كبيراً لحياة المدنيين.
ولفتت مصادر متطابقة إلى أن اللغم الأرضي يُعتقد أنه من مخلفات تنظيم داعش، مشيرين إلى أن اللغم انفجر في منطقة رجم العجوز بالبادية الجنوبية للرقة بسيارة شاحنة تحمل مزارعين (بينهم نساء وأطفال) من قرية الشريدة التابعة لمدينة السبخة كانوا عائدين من جمع الكمأة.
وذكر أبناء المنطقة الشرقية أن العشرات من جامعي الكمأة يتعرضون سنوياً لخطر الألغام الأرضية ولخطر هجمات خلايا تنظيم داعش والميليشيات الإيرانية المنتشرة في البوادي، مما يتسبب بفقدان المئات منهم لحياتهم وإصابة المئات أيضاً.
وتعالت الأصوات من سكان المنطقة الشرقية داخل سوريا وخارجها، محذرة من أن منطقة البادية أصبحت خطرة جدا وتبتلع أبناء المنطقة الواحد تلو الآخر، وفق تعبيرهم.
واعتبر الناشط عبد المنعم المنبجاوي أحد سكان المنطقة الشرقية في حديثه لمنصة SY24، أن “الظروف المعيشية والاقتصادية المتردية تعد من العوامل التي تدفع المدنيين للعمل في جمع الكمأة على الرغم من المخاطر، حيث يُجبر الفقر العمال على المخاطرة بحياتهم من أجل تأمين لقمة العيش”.
وأضاف “تُشكل الألغام الأرضية المنتشرة في البادية السورية خطراً كبيراً على حياة المدنيين خاصةً عمال جمع الكمأة”، لافتا إلى أن هذه الألغام من مخلفات تنظيم داعش والحروب السابقة في المنطقة، حيث تفتقر المناطق التي ينتشر فيها الكمأة إلى عمليات إزالة الألغام مما يهدد حياة العمال بشكلٍ دائم، وفق تعبيره.
ومنذ مطلع العام الجاري تم تسجيل العديد من حوادث القتل التي استهدفت عمال جمع الكمأة من المدنيين، أو حتى التي تستهدف ميليشيات الدفاع الوطني أو قوات النظام التي تشرف على هؤلاء العمال.
وقبل أيام، قُتل تسعة أشخاص غالبيتهم من مجموعات الدفاع الوطني بحادثتين منفصلتين بريفي حمص وحماة أثناء الإشراف على جمع مادة الكمأة.
كما عُثر على جثث سبعة عناصر من الدفاع الوطني، بعد فقدانهم لأيام أثناء بحثهم عن الكمأة بمنطقة تل سلمة في محيط دويزين بريف حماة الشرقي.
ومطلع آذار/مارس الجاري، قُتل وأصيب العشرات في هجوم يُعتقد أن تنظيم داعش يقف خلفه، على قافلة عمال لجمع فطر الكمأة بريف دير الزور الجنوبي، تلاها شن مجموعات مساندة للنظام السوري حملة تمشيط لملاحقة خلايا داعش في بادية دير الزور الجنوبية والغربية.