لن يتخلى “أبو شريف” عن مهنة صناعة السُبحة الحلبية رغم قلة تسويقها في الشمال السوري، زاد اهتمامه بها فهو يعتبرها تراث عائلته التي ورثها عن والده قبل سنوات طويلة.
تتميز السُبحة الحلبية عن باقي السُبح التجارية الموجودة في الأسواق المحلية بشرابتها المعدنية التي تصنع من الفضة غالباً ويضاف إليها الأحجار الكريمة لتزيينها، ولها عدة أنواع أبرزها الإسطنبولية والعراقية وتعد الحلبية من أشهرها لعراقتها ودقة صناعتها.
“أبو شريف” رجل خمسيني، وأب لسبعة أولاد، يقيم في مدينة إدلب بعد تهجيره من حلب، يعمل في صناعة السُبح الحلبية كمهنة قديمة مرتبطة بتراث عائلته بشكل خاص وبمدينته بشكل عام.
يحدثنا عن تاريخ “الشرابة”، فيقول: ” نقلت هذه الحرفة عن طريق الأرمن قبل مئة عام تقريباً، وأتقنها الحلبيون أصبحت تضاف هذه الشرابة إلى السُبحة الحلبية لتزيينها بعد أن كانت تستخدم لزينة المنزل”.
يستخدم “أبو شريف” الأحجار الكريمة التي يقوم باستيرادها من دولتي مصر وتونس، كما يعاني من صعوبة كبيرة في استيراد المواد الأولية، إضافة إلى أسعارها المرتفعة.
يحدثنا “أبو شريف” عن تكلفة “الشرابة، فيقول: “يصل وزن “الشرابة” الحلبية إلى 15 غرام من الفضة عيار 1000، وتتراوح صياغتها بين 200 و350 دولاراً أمريكياً، هذا عدا عن الأحجار الكريمة التي تضاف إليها”.
تفقد هذه السُبحة الغالية الثمن سوقها في الشمال السوري وذلك لارتفاع سعرها التي تفوق قدرة المواطن السوري على شرائها.
وهذا ما دفع الكثير من الأهالي إلى شراء السُبح التجارية التي تصنع من البلاستيك عادةً، و تتوفر بكميات كبيرة في الأسواق المحلية، ” أبو فراس” 63عاماً، يسكن في مدينة أريحا، ويعمل في بيع السُبح التجارية لإقبال الناس عليها بسبب رخص ثمنها الذي لا يتجاوز النصف دولار، يحدثنا عن استخدامها فيقول: ” تنشط حركة بيعها في فترة عودة الحجاح من بيت الله الحرام، إذا يستخدمونها كهدية من الحاج لزائره”.
تصدر السُبحة الحلبية إلى دول خارجية عدة وتلاقي إقبالاً وطلباً عليها بشكل دائم، ” تصدر إلى تركيا ومنها إلى دول أوربية مختلفة كألمانيا وفرنسا واستراليا”، حسب ما ذكر “أبو شريف”.
تعتمد صناعة السُبحة الحلبية كالكثير من المهن الحرف التي تتم صناعتها داخل الشمال السوري وتصدر إلى الأسواق الخارجية، يحظى الحرفي من خلالها على دخل مادي جيد يرغبه في الاستمرار بها رغم المشقة التي يعانيها.