يتجول “أبو زيد” في السوق الرئيسي لمدينة أريحا، يشتري بعض مستلزمات منزله، ثم يقف آخر مطافه عند بائع الحلويات، مرة يشتري أقراصاً من الشعيبيات الساخنة وتارةً يشتري قطعاً من الكنافة المحشية باللباء الطازج وذلك حسب رغبة عائلته، التي اعتادت على تناول هذه الحلويات مع القهوة كل يوم بعد صلاة التراويح.
تعد الحلويات من الأطباق الشعبية المفضلة لدى الكثير من الصائمين، وخاصةً بعد وجبة إفطارهم، وذلك بسبب حاجة الجسم إلى مزيد من الطاقة والسكريات بعد صوم يوم طويل.
“أبو زيد” رجل ثلاثييني، أب لأربعة أطفال، مدَّرساً في إحدى الصفوف الابتدائية، يقيم في مدينة أريحا، يلفت نظره أنواع الحلويات المصفوفة أمام المحلات الموجودة في السوق، خلال جولته المسائية في السوق كل يوم، فيشتري بعضاً منها.
يحدثنا عن سبب إقبال عائلته على تناول الحلويات كل يوم، فيقول: ” هي عادة قديمة اعتدت عليها منذ صغيري، فقد كان والدي يعود كل مساء حاملاً في يديه أصناف مختلفة من الحلويات الساخنة”.
يعاني “أبو زيد” من تعب شديد خلال عمله المتواصل كل يوم، يقول بأن الحلويات تشعره بالشبع طيلة اليوم التالي، وتمد جسده بالطاقة التي يحتاجها خلال عمله المتعب.
يفضل “أبو زيد” كباقي سكان مدينة أريحا، أنواعاً محددة من الحلويات مرتبطة بتراث مدينته، إضافة إلى طعمها المميز والمرغوب لديه، يحدثنا عن هذا النوع، فيقول: ” الشعيبيات هي من الحلويات المحببة لدي والمفضلة لعائلتي، وخاصةً في شهر رمضان لاحتوائها على مشتقات الحليب التي تشعرني في الشبع لساعات طويلة”.
تشهد محلات الحلويات في شهر رمضان إقبالاً كبيراً من الأهالي، وزيادة الطلب على أنواع محددة من الحلويات المرغوبة في الشهر الفضيل.
“أبو محمد” 45 عاماً، أب لستة أولاد، يقيم في مدينة أريحا، وصاحب محل لصناعة وبيع الحلويات في المدينة، يركز عمله على أصناف معينة خلال شهر رمضان وذلك لكثرة الطلب عليها.
يحدثنا عن بعض هذه الأنواع فيقول: ” الشعيبيات في مقدمة الحلويات المطلوبة بشكل كبير، تليها الكنافة المحشية باللباء أو القريشة، ثم تليها أنواعاً مختلفة من الخلويات الأخرى كالمشبك والبقلاوة والقطايف والهريسة”.
تصنع الشعيبيات عادة على شكل أقراص مدورة أو بيضوية، إلا في شهر رمضان، تصنع بطريقة مختلفة، يذكر لنا “أبو محمد” هذه الطريقة، فيقول: ” نمد العجينة في الصينية قطعةً واحدة، وتقطع إلى مربعات صغيرة بعد شويها بالفرن، وتباع بالكيلو”.
ترتفع أسعار الحلويات بشكل مستمر، وذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد الأساسية لها، حيث وصل سعر كيلو الشعبيبات الواحد إلى 60 ليرة تركية، وسعر كيلو الكنافة إلى 65 ليرة تركية، بينما وصل سعر المشبك إلى 40 ليرة تركية.
