يبيع “أبو حميد” صاحب متجر للمواد الغذائية في مدينة أريحا يومياً ما يقارب الخمس كيلو من التمر العراقي، بينما يبيع نسبة قليلة جداً من التمور الأخرى التي لا تتجاوز الكيلو الواحد في أغلب الأحيان.
يشهد أصحاب المحلات التجارية في الشمال السوري إقبالاً كبيراً من الأهالي على شراء التمر العراقي، وذلك بسبب رخص ثمنه مقارنة مع الأنواع الأخرى الموجودة في الأسواق.
“أبو حميد”، رجل ستيني وأب لعشرة أولاد، يقيم في مدينة أريحا جنوبي إدلب، وهو صاحب محل للمواد الغذائية في السوق الرئيسي للمدينة، حيث يصنع أمام محله أصناف متعددة من التمور بأنواع متفاوتة بين الأكثر والأقل جودة.
يحدثنا “أبو حميد” عن أنواع التمور المتوفرة لديه، فيقول: “التمر العراقي وهو تمر أشقر وناشف بعض الشيء، والتمر السعودي وهو تمر مضغوط داخل علب صغيرة تزن الواحدة منها 700 غرام، أما التمر الإماراتي فهو من أجود الأنواع الموجودة في الشمال السوري، ويتميز بحبة سوداء ناصحة وطرية”.
تختلف أسعار التمور حسب نوعه وحجم حبته ولونه، ويقول “أبو حميد” إن سعر كيلو التمر العراقي يبلغ 25 ليرة تركية، وسعر علبة التمر السعودي يصل إلى 35 ليرة تركية، أما الإماراتي فيختلف سعره حسب جودته ويتراوح بين 45 و70 ليرة تركية.
يعيش أهالي الشمال السوري ظروفاً اقتصادية صعبة، حيث تشهد الأسواق المحلية ارتفاعاً مستمراً في أسعار السلع الغذائية والمستلزمات المنزلية.
“أبو يزن”، شاب ثلاثيني وأب لطفلين، يسكن في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وهو يعمل كعامل مياومة في مصنع منظفات، يتقاضى أجوره كل يوم 120 ليرة تركية، تكاد تكفيه ثمن محروقات لدراجته النارية التي يحتاجها للتنقل بين سكنه وعمله، إضافة إلى شراء بعض مستلزمات منزله.
“أبو يزن” كغيره من الأهالي في الشمال السوري، يفضل شراء التمر العراقي ويستغني عن الأنواع الأخرى، ويقول: “التمر العراقي سعره رخيص مقارنة بالأصناف الأخرى، وأيضاً طعمه لذيذ”.
يتميز التمر العراقي باحتوائه على نسبة خفيفة من السكريات على عكس التمر السعودي والإماراتي، ويقول “أبو همام”، رجل سبعيني يعاني من داء السكري وارتفاع مستوى السكر لديه: “أفطر على ثلاثة تمرات عند أذان المغرب، ونسبة السكر فيه قليلة ولا تسبب لي أي أضرار”.
يعد التمر من الأطعمة الغنية بالقيمة الغذائية العالية، حيث يحتوي على عدد كبير من الفيتامينات والعناصر الأساسية التي تحافظ على صحة الجهاز الهضمي والعصبي وصحة القلب، ويعالج فقر الدم، ويزود الجسم بالطاقة، لذلك يعتبر من الأطباق الأساسية التي تتواجد على مائدة إفطار السوريين خلال شهر رمضان.